استفزاز وابتزاز حوثي… «مطار عدن الدولي» هل أصبح ورقة ضغط تهدد أمن الجنوب واستقراره ؟

كريترنيوز/ تقرير
شعارهم (الموت لأمريكا وإسرائيل) وصواريخهم لتدمير مطار عدن، ولمنع الموانئ الجنوبية من تصدير النفط والغاز، ولقتل أبناء الجنوب، وينشرون خلاياهم الإجرامية في جميع محافظات الجنوب لاستهداف القيادات الجنوبية، ويدعمون عناصر الإرهاب (القاعدة وداعش) لزعزعة أمن واستقرار مدن الجنوب. سلوك حوثي عدائي لا يتوقف تجاه أبناء الجنوب في الوقت الراهن، ناهيك عن غزو العام 2015م وما خلفه من تدمير لبنى الجنوب التحتية وجميع منشآته ومؤسساته، بما فيها الموانئ والمطارات.
وكذا الهجوم الصاروخي الحوثي على مطار عدن الدولي في 30 ديسمبر 2020، تزامنًا مع وصول وزراء حكومة المناصفة، مما أسفر عن مقتل 25 شخصًا وإصابة ما لا يقل عن 110 آخرين، جميعهم مدنيين. وغيرها من المجازر والجرائم الحوثي عفاشية، التي لا تعد ولا تحصى، في حق الجنوبيين، والتي يراها مراقبون بأنها لا تسقط بالتقادم بل موثقة، تعمق جراح الجنوبيين وترسخ ثقافة الكراهية تجاه صنعاء.. مؤكدين أن القوات المسلحة الجنوبية لم تستهدف المؤسسات، ولا المنشآت المدنية اليمنية في صنعاء، ولا حتى العسكرية إطلاقاً.
متسائلين: مَن الذي قصف ودمر مطار صنعاء، ودمر جميع الطائرات اليمنية التي كانت رابضة في باحته ويستحق الرد عليه بالمثل؟ لم نسمع أن الحوثي دمر أو خطف طائرة واحدة من إسرائيل، أو أصاب مبنىً حكومياً، ما غير بطولات إعلامية لا أثر لها على أرض الواقع.
-من الذي دمر جميع موانئ الحديدة اليمنية ويستحق الرد عليه بالمثل؟
-من الذي دمر كهرباء العاصمة اليمنية صنعاء بمنطقة حزيز، ويستحق الرد عليه بالمثل؟
-من الذي قصف قاعة اجتماع الحكومة في العاصمة اليمنية صنعاء، وقتل رئيسها وأكثر من 18 وزيراً وعدد كبير من القيادات العسكرية والأمنية الحوثي يمنية؟
-من الذي قصف ودمر أغلب المعسكرات والمواقع العسكرية والأمنية بالعاصمة اليمنية صنعاء، وعدد من محافظات اليمن الشقيق؟
-من الذي قصف تجمع الحوثيين في صعدة، ونشر ذلك على الملا؟
-من الذي يطارد ويصطاد قادة الحوثيين جهاراً نهاراً؟
-من الذي أرعب عبد الملك الحوثي، وأجبره على الاختباء مثل الفار داخل كهوف صعدة؟
وغيرها من التساؤلات التي لا يتسع المجال لذكرها جميعاً.
تحذير للحوثي من خطورة اللعب مع الجنوبيين:
مشيرين إلى أنه من الخطأ أن يختبر الحوثي مدى صبر الجنوبيين، ويجبرهم على رد الصاع صاعين، فالرد سيكون، بحسب المراقبين (مزلزلاً ولو بعد حين).. لافتين إلى أن مليشيات الحوثي لم تستطع الوقوف في وجه الجنوبيين أثناء الحروب السابقة، وأن أبطال الجنوب تمكنوا من دك (مران) بمحافظة صعدة في العام 2004م، ولديهم القدرة على تكرار ذلك إذا ما دعت الضرورة..
محذرين الحوثي من خطورة اللعب مع الجنوبيين، وأن عليه التوقف الفوري عن إذكاء الأحقاد والثأرات وإنكاء جروح وملفات الحاضر والماضي، والعمل على تبني سياسة تقوم على تبادل المصالح وحسن الجوار.
في السياق، أطلق جنوبيون هاشتاج تحت وسم #مطار_عدن_خط_أحمر، وذلك رداً على الحملة الحوثية الموجهة ضده. استرجع خلالها ناشطون جنوبيون سوابق المليشيات الحوثية في استهداف الجنوب منذ العام 2015م، وما تلاه، مجددين التأكيد على أن جرائم الحوثي موثقة ولن تمر دون عقاب ولو بعد حين.
استخدام مطار عدن ورقة ضغط ومقايضة سياسية:
يرى مراقبون أن مليشيات الحوثي تعاني فشلاً عسكرياً جيوسياسياً، وتعيش حالة من التخبط عقب إغلاق منافذها البحرية والجوية، وانهيارها أمام الضربات الأمريكية إسرائيلية وفشلها في الرد بالمثل.
مؤخراً، شنّت حملة واسعة النطاق، عبر وسائل إعلامها ومنصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتشويه سمعة مطار عدن الدولي، بزعم أنه ممر غير آمن للمسافرين. وأحيت حملة الحوثيين، التي شارك فيها كبار قادتهم، المخاوف لدى الأوساط اليمنية من استغلال الهجوم الإعلامي كغطاء لشرعنة هجمات جديدة على المطار، ما قد يعرّض حياة آلاف المدنيين للخطر.
وتأتي حملة الحوثي ضد مطار عدن الدولي، بحسب وسائل إعلام محلية، بعد أيام من إطلاق شركة “طيران عدن” أولى رحلاتها الجوية من المطار إلى القاهرة، في خطوة وصفها مسؤولون بأنها تمثل إضافة نوعية لقطاع النقل الجوي في الجنوب، وتعزز ارتباطه بالعالم الخارجي، ما أثار حفيظة المليشيات الحوثية، إلى جانب عدم قدرة الحوثيين على استخدام المطار لتمرير الخبراء الإيرانيين أو استخدامه منفذاً لتهريب الأسلحة والمخدرات وغيرها، عقب إغلاق جميع مطارات وموانئ الحوثيين من قبل أمريكا وإسرائيل.
كما تأتي حملة الحوثيين على مطار عدن عقب ضبط السلطات بالعاصمة عدن أجانب متورطين في تهريب المخدرات ودعم الحوثيين، بينهم جنسيات أجنبية مرتبطة بشبكات تهريب دولية حاولت دخول البلاد عبر مطار عدن الدولي.
وبحسب مراقبين، فإن التصعيد الحوثي يأتي أيضًا بعد فشل المليشيات في اختطاف وقرصنة طائرات جديدة تابعة للخطوط الجوية اليمنية، لتشغيل مطار صنعاء الذي تستخدمه لتهريب الخبراء والأسلحة.
وتسعى المليشيات الحوثية إلى إغلاق مطار عدن بكافة الوسائل، في محاولة لاستغلاله كورقة ضغط سياسية مقابل فتح مطار صنعاء، ضمن معادلة تسميها “المطار بالمطار”، لابتزاز الرئاسي والحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، ومن خلفهم التحالف العربي.
ختاماً..
تهديدات الحوثي الأخيرة باستهداف مطار العاصمة عدن، أثارت غضب واستياء واستنكار الشارع الجنوبي، وتؤجج مشاعر الكراهية تجاه صنعاء. وأكبر دليل على الحقد والكراهية اليمنية التي تكنها صنعاء للجنوبيين، لا يريدون الجنوب ينعم بالأمن والاستقرار والتطور والرقي والحياة الكريمة. ورسالة واضحة من صنعاء للعالم أجمع أن استمرار الوحدة اليمنية معناه استمرار إراقة الدماء.