العاصمة عدن تحتضن أكبر حدث تنموي .. ترسيخ الطاقة المستدامة في الجنوب

كريترنيوز /تقرير / منير النقيب
في مشهد يؤكد جاهزية العاصمة عدن لاحتضان الفعاليات الوطنية الكبرى وقدرتها على قيادة مسارات التغيير، شهدت العاصمة عدن اليوم الأربعاء انعقاد المؤتمر الوطني الأول للطاقة، في خطوة تعبّر عن إرادة سياسية واقتصادية لبدء مرحلة جديدة من إصلاح قطاع الطاقة ووضع أسس مستقبل أكثر استقرارًا وكفاءة.
مليار دولار دعم إماراتي لمشاريع الكهرباء:
وشهد تدشين المؤتمر الوطني الأول للطاقة اليوم بالعاصمة عدن اُعلان حزمة من الدعم الإماراتي بقيمة مليار دولار مخصصة لمشاريع استراتيجية في العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب، يأتي في مقدمتها قطاع الطاقة، وبينها مشروع منظومة عدن للطاقة بالرياح.
وجاء الإعلان عن هذا الدعم على لسان سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في بلادنا، محمد الزعابي، ورئيس الوزراء الدكتور سالم بن بريك.
وأكد رئيس الوزراء الدكتور سالم بن بريك أن عام 2026 سيكون عام الكهرباء في المحافظات المحررة، موضحًا أن الحكومة تعمل بالشراكة مع الأشقاء والأصدقاء على تحويل هذا الهدف إلى واقع عبر حزمة مشاريع متكاملة في قطاع الطاقة التقليدية والمتجددة.
وأشار إلى أن مؤتمر الطاقة المستدامة في عدن، المنعقد خلال الفترة من 26 إلى 27 نوفمبر، سيناقش الإصلاحات الهيكلية لقطاع الكهرباء، وسبل توفير تمويل داخلي وخارجي لمشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ضمن خطة زمنية من أربع مراحل:
-المرحلة الحرجة حتى 2028
-مرحلة المدى القريب 2028 – 2030
-مرحلة المدى المتوسط 2030 – 2032
-مرحلة المدى البعيد ما بعد 2032
مصفوفة عدن للرياح:
من جانبه، أكد علي الشمّري، الرئيس التنفيذي لشركة GSU الإماراتية، إن من بين المشاريع المرتقبة “مصفوفة عدن للرياح” التي ستدعم قطاع الطاقة في العاصمة عدن وتساهم في تحسين الاستقرار الكهربائي وتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي.
دفع عجلة المشاريع الحيوية:
بدوره أوضح وزير الكهرباء والطاقة، مانع بن يمين، أن رسالة المؤتمر الوطني الأول للطاقة واضحة، مؤكداً: “نحن واثقون من استمرار دعم الأشقاء والأصدقاء والبنك الدولي لقطاع الطاقة في بلادنا ”، مشيداً بالدور المحوري للدعم الإماراتي في دفع عجلة هذه المشاريع الحيوية والتحول نحو الطاقة النظيفة.
ويأتي هذا الدعم الجديد امتدادًا لمسار متصاعد من الاستثمارات الإماراتية في الطاقة النظيفة فيبلادنا، خصوصًا في العاصمة عدن، حيث يشمل أيضًا المرحلة الثانية من مشروع محطة عدن للطاقة الشمسية بقدرة 120 ميجاوات، بعد أن تم إنجاز المرحلة الأولى بالقدرة نفسها، ليصل إجمالي القدرة الإنتاجية للمحطة إلى 240 ميجاوات. وتزود محطة عدن للطاقة الشمسية نحو 687 ألف منزل بالطاقة الكهربائية، كما ستسهم في خفض ما يقارب 142 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً، بما يعزّز استقرار المنظومة الكهربائية ويقلّل الاعتماد على الوقود التقليدي.
الوليدي: المؤتمر يحمل رسالة مهمة:
كما رحّب مدير عام مؤسسة كهرباء عدن “سالم الوليدي”، بانعقاد المؤتمر الوطني الأول للطاقة في العاصمة عدن، مؤكدًا أن توقيت المؤتمر يأتي في مرحلة بالغة الحساسية نظرًا للأزمة الحادّة التي يشهدها قطاع الكهرباء والطاقة في البلاد.
وأكد الوليدي أن المؤتمر يمثل فرصة مهمة لتجميع الجهود الحكومية والفنية والدولية في منصة واحدة، لمناقشة جذور الأزمة ووضع حلول عملية تعزز كفاءة المنظومة الكهربائية وتدعم التوجه نحو مشاريع طاقة متجددة أكثر استدامة وأقل تكلفة مقارنة بالاعتماد الكبير على الوقود التقليدي.
وأشار إلى أن قطاع الكهرباء في عدن وباقي المحافظات أصبح في أمسّ الحاجة إلى إصلاحات جوهرية، وتحسين مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين، مضيفًا أن الآمال معلّقة على مخرجات المؤتمر في تبني مشاريع جديدة، وإطلاق شراكات مع المانحين والقطاع الخاص لتطوير البنية التحتية للطاقة.
وأكد أن انعقاد المؤتمر في العاصمة عدن يحمل رسالة مهمة بأن العاصمة مستعدة لاستضافة الفعاليات الوطنية الكبرى، ولديها الرغبة والقدرة على قيادة التحوّل نحو مستقبل طاقة أكثر استقرارًا وكفاءة.
عدن نحو طاقة مستدامة:
يحمل انعقاد المؤتمر في العاصمة رسالة بالغة الدلالة مفادها أن عدن أصبحت بيئة مؤهلة لاستضافة الفعاليات الاستراتيجية، وأنها تمتلك المقومات اللوجستية والمؤسسية لقيادة الحوار الوطني حول أهم القطاعات الحيوية في البلاد.
وقد ركّز المؤتمر على أن تكون مخرجاته موجّهة نحو بناء منظومة طاقة مستدامة، بما يعكس بداية تعافٍ فعلي لمنظومة الكهرباء، ويمهد لمرحلة تتجاوز سنوات التحديات والانقطاعات والأعباء التشغيلية الثقيلة.
استجابة ملحّة:
وجاء تدشين فعاليات المؤتمر استجابةً لحاجة وطنية ملحّة لإجراء إصلاحات هيكلية شاملة في قطاع الطاقة، نظراً لكونه أحد أكثر القطاعات تأثرًا بالأزمة، وأحد أكثرها أهمية في دعم الاقتصاد وخدمات المواطنين.
ويسعى المؤتمر إلى الدفع نحو اعتماد سياسات جديدة تقوم على التحول نحو الطاقة النظيفة بأقل كلفة تشغيلية ممكنة، مع تعزيز الشفافية في إدارة الموارد وتحسين كفاءة الإنتاج والتوزيع.
حوار استراتيجي:
من أبرز أهداف المؤتمر إرساء حوار استراتيجي واسع يجمع المؤسسات الحكومية والمانحين الدوليين والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، بما يضمن توحيد الرؤية وتنسيق الجهود نحو بناء قطاع طاقة حديث يعتمد على التخطيط العلمي ويرتكز على شراكات فعالة.
جهود الرئيس الزُبيدي:
تدشين المؤتمر يُعد ثمرة للجهود التي بذلها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي خلال السنوات الماضية، حيث وضع ملف الطاقة ضمن أولويات العمل الحكومي والمؤسسي، بهدف تحسين الخدمة في العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية، وتحقيق الاستقرار في هذا القطاع الحيوي.
نهج مؤسسي طويل الأمد:
ويأتي المؤتمر ليؤسس لنهج مؤسسي جديد يقوم على تقييم احتياجات البلاد بدقة، والاستفادة من الخبرات الدولية والإقليمية، وبناء بنية تحتية للطاقة قادرة على الصمود أمام التحديات الاقتصادية والمناخية.
كما يشكل المؤتمر خطوة مهمة في طريق الاستعداد لـ تعافٍ أخضر طويل الأمد يستهدف تحسين الخيارات المتاحة للبلاد في إنتاج الطاقة وتوزيعها.
العهد الوطني للطاقة:
وخلال جلسات المؤتمر، يتم إطلاق واعتماد العهد الوطني للطاقة، وهي وثيقة تُعد بمثابة رؤية مركّبة للإصلاح، تتضمن معايير لإعادة الهيكلة المؤسسية، وتحدد أولويات الاستثمار في القطاع حتى العام 2035.
وتأتي هذه الخطوة بالتنسيق مع البنك الدولي، لضمان توافق السياسات الوطنية مع المعايير الدولية وتمكين البلاد من الاستفادة من الدعم الفني والمالي الذي يدعم بناء قطاع طاقة مستدام وعصري.
خطوة نحو مستقبل:
بهذا المؤتمر، ترسم عدن ملامح مرحلة جديدة في إدارة ملف الطاقة، وتؤكد أنها ليست مجرد موقع لانعقاد الفعاليات، بل مركز قيادة لتحولات اقتصادية وتنموية سيكون لها أثر مباشر على حياة المواطنين، وعلى مستقبل الدولة واستقرارها.