تقارير وحوارات

المرأة ما بين العمل الشاق وعامل التأثير .. ما الاختيار؟ 

كريتر نيوز /تقرير / خديجة الكاف 

 العمل الشاق هو المجهود الحركي أو ما يسمى بالطاقة أو الجهد الذي تبذله المرأة من أجل التحصيل والإنتاج المطلوب وهذا يشبع حاجة معينة محللة.

فالعمل الشاق بالنسبة للنساء العاملات بأعمال شاقة مثل السباكة والحدادة والنجارة والبناء تقلل من فرص النساء في الإنجاب، مقارنة بباقي النساء، 

مما لا شك فـيه، أن فسيولوجية المرأة تختلف اختلافاً بينيّا عن الرجل، وهذا أمر طبيعي، فكل منهما قد خُلق لدور ومهمة يقوم بها في الحياة.. فيعطي الرجل بذور الحياة فتستقبلها المرأة لتحتويها تسعة أشهر بأكملها وفي أحشائها تعطي خلالها الجنين كل ما عندها من حياة وحنان وتعكس عليه فيما بعد كل ما صادفها من أحداث وما تعرضت له نفسيتها وظروفها.

•التأثير السلبي للعمل الشاق على المرأة: 

يقول الباحثون أثبتت دراسة أمريكية حديثة  أن النساء الراغبات في الحمل إدراك التأثير السيّء الناتج عن رفع أشياء ثقيلة والعمل في نوبات ليلية على خصوبتهن ، حيث إن هذا التأثير السلبي يتضح أشد ما يكون الاتضاح لدى النساء صاحبات الوزن الزائد والنساء كبيرات السن ،وقد تم فحص نساء لجأن إلى علاج خصوبتهن بعد أن فشلن في الحمل الطبيعي .

واستطاع الباحثون البحث في إطار العلاج وذلك بقياس قدر الخصوبة بشكل مباشر من خلال معرفة عدد البصيلات التي تتوفر في المبايض عند بدء الدورة لدى المرأة وتحتوي هذه البصيلات على البويضات وتعني قلة عدد البصيلات تناقص احتياطي البويضات لدى المرأة، وهو ما يعني تراجع الخصوبة.

وأوضح” الباحثون”أن نقل أو رفع أشياء تزن 11 كيلو غرامًا على الأقل عدة مرات في اليوم يرتبط أيضًا بتأخر الإنجاب ، كما تبيّن للباحثين أن هذا التأثير السلبي للعمل الشاق على نضج البويضات كان ظاهراً أكثر لدى النساء الأكثر وزناً والنساء فوق 37 عاما وكذلك لدى النساء اللاتي يعملن في نوبات ليلية مقارنة بالنساء اللاتي يعملن نهاراً فقط، ولم تؤثر ظروف العمل على محتوى الهرمونات. 

•تفوقت المرأة في الأعمال الشاقة: 

تقول أم فارس :  أنا بسبب الحاجة عملت  بحمل الأثقال كقشرة البناء وحمل قطع البردين ، ولكوني بحاجة للمال ولكني أعاني بأمراض أخرى.. فهذا العمل الشاق سبب لي تعب شديد، لأن الظروف اجبرتني على هذا العمل الشاق لتوفير الدعم المادي للأسرة، خصوصاً في حالة غياب الرجل لظروف ما كالانفصال بين الزوج وبين الأم، فالحياة تتطلب المقاومة والصمود والمواجهة والنفس الطويل.

وتشير إلى أن المرأة المعروفة بـ” المرأة الحديدية”  تعمل بالعديد من المهن المختلفة فنجد القاضية، والإعلامية، والطبيبة، والوزيرة، حتى تفوقت المرأة في الأعمال الشاقة، مؤكدةً أن دور المرأة مكمل لدور الرجل في تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهما في إدارة المنزل ورعاية الأبناء. 

•أعمال تحبها المرأة وهي شاقة: 

تقول الدكتورة وفاء علي محمد رئيسة مركز فنون أم البنات للتدريب النسوي: إن المرأة التي تقوم بالأعمال الشاقة تتعرض للإصابة بالأمراض، ونتيجة الظروف الصعبة تضر المرأة وتتأثر في صحتها  في زيادة الضغط والأمراض وأحيانا قد تُصاب بمرض السرطان نتيجة الأعمال الشاقة وعدم أخذ الأكل المناسب لها، حيث أن هناك أعمال تحبها المرأة  وهي شاقة عليها لكن نتيجة حبها لعملها وتحافظ على صحتها هنا يكون الأمر مختلف بالنسبة لها، لأن المرأة التي تعمل بأعمال شاقة  تصاب بأمراض كثيرة ونتيجة الإهمال بعدم الفحوصات الدوري لهذا نقول الأعمال الشاقة صعب على المرأة لأن جسمها لا يتحمل نتيجة الحمل والتزاماتها في البيت يفضل مراعات العمل للمرأة أن تكون مناسبة لها. 

•خروج المرأة للعمل مسالة طبيعية: 

تحدث الدكتور شكري محمد مرشد استشاري نفساني عن خروج المرأة للعمل مسالة طبيعية وهن يشكلون نسبة كبيرة بالمجتمع ، وهناك نساء يستطعن تحمل المشاق، والصعوبات وتنفيذ مهامهن ، ويثبتن قدرتهن وتحملهن ولا ننسى عملهن بالحراثة وزراعة الأرض بالريف وجلب الماء وايضا العمل بالمعامل والمصانع كعاملات وهناك من يقودن الباصات .

ويشير إلى أن المسألة الرئيسية التوافق بين مهامها ووجباتها تجاه بيتها وأولادها وعملها وهناك العديد ممن عملن ويعملن وبتوافق بين مهامها وواجباتها ، حيث أن عملهن يشكل عليهن ضغوطات نفسية واجتماعية. 

مؤكداً أن خروج المرأة للعمل لمساعدة نفسها وأهلها وبيتها وإثبات لذاتها بالعمل والالتزامات المنزلية والأسرية التي تجعلها تعيش تحت الضغوط، وتزداد الأعباء عليها وشعورها بالإرهاق والتعب وهذا يؤثر على صحتها سلباً ويشكل ضغط نفسي وجسماني عليها ، فالمرأة تمارس عملها بكافة المجالات سواء العضلي في مجال الزراعة والنجارة والحدادة والخياطة، كل هذه تحتاج قوة وصلابة وتكون مرهقة للمرأة .

“ويتابع” في كثير من الأعمال لا يسمح المجتمع للمرأة القيام بها وهي قوة فاعلة لابد من تقديرها واحترامها ومساعدتها مثلاً سواقة الباصات والبيع والشراء بالأسواق ولكن هناك نساء اخترقن المجتمع وأصبحن يعملن في هذه الأعمال لحاجتهم للعمل. 

ويواصل قائلاً : هناك عوائق وعادات اجتماعية تمنع المرأة من العمل خارج المنزل بسبب  تدني مستوى الوعي والثقافة، حيث تحتم عليها البقاء في بيتها ولكن الظروف والتطور الحاصل في العالم، وبسبب التدهور الاقتصادي في البلاد أصبحن النساء يخترقن الأوضاع المعيشية ويلجأن للعمل من أجل أن يحمين أنفسهن واسرهن من الجوع والفقر. مشيرا إلى أن  الحالة الاجتماعية في بلادنا أصبحت المرأة العاملة متواجدة بأغلب قطاعات العمل الإداري والمالي والمحاسبي والصحي والإعلامي، والزراعي والصناعي والتعليمي، لأن الظروف المحيطة بالمرأة بشكل عام تؤثر عليها لكونها  جزء من المجتمع وركيزة تتأثر وتؤثر فيه الإحباطات والضغوط والمشاكل الحياتية ولا ننسى الآثار والصدمات النفسية المؤثرة على الأفراد نتيجة الحروب والصراعات المسلحة التي تؤثر على النساء بدرجة كبيرة لكونهن يفقدن مصدر إعالتهن ويضطرن إلى الانخراط في سوق العمل لتوفير متطلباتهم الحياتية.

عن/
صحيفة شقائق

زر الذهاب إلى الأعلى