مستشفى الجمهورية النموذجي العام .. آمال وتطلعات لتطوير خدماته الطبية والصحية
كريترنيوز / استطلاع / حنان فضل
قبل البدء لكتابة الاستطلاع دعونا نذكر لكم نبذة مختصرة عن مستشفى الجمهورية النموذجي العام.
يعود تاريخ تأسيس مستشفى الجمهورية إلى 27 أبريل 1954م، حيث قامت ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية وزوجها (دوق أونبرا) بوضع حجر الأساس له في مديرية خور مكسر بمستعمرة عدن حينها، وبلغت تكلفة بنائه (مليونا ونصف المليون جنيه إسترليني آنذاك).
ونظراً لأهميته في العاصمة عدن والجنوب أصبح من أهم الصروح الطبية ، بل وله مكانة تاريخية عريقة أمام المستشفيات والمراكز الصحية الأخرى، ويحتاج إلى دعم أقوى لتحسين مستوى الرعاية الصحية للمرضى وخاصة أنه لم يعد كالسابق بسبب الإهمال والإقصاء الحاصل في المستشفى وعدم توفير الرعاية الطبية بشكل صحيح ولا يوجد تطوير لتقديم الخدمات للمرضى.
ونظراً لأهميته ستحل الذكرى الـ70 لتأسيس مستشفى الجمهورية النموذجي العام في العاصمة عدن، وهناك تطلعات وآمال لتطوير هذا الصرح التاريخي.
تاريخ مرجعي في العاصمة عدن :
قال الدكتور جواد حسن حسين مكاوي : مستشفى الجمهورية التعليمي يُعد واحدا من أقدم وأهم المستشفيات في العاصمة عدن والجنوب بشكل عام تأسس المستشفى في منتصف القرن العشرين وبالتحديد وضع حجر الأساس لمستشفى الملكة اليزابيت الثانية في 27 ابريل 1954م واعيد افتتاحة وترميمة في عام 1985م ولايزال يقدم خدماته لجميع المواطنين في عدن في جميع التخصصات، ويقع في مديرية خور مكسر، بالقرب من مطار عدن الدولي يتميز المستشفى بموقعه الاستراتيجي ومساحته الواسعة التي تضم عدة أقسام وخدمات طبية.
وأضاف : الطوارئ والجراحة العامة والعظام والقلب والكلى والغسيل الكلوي والنساء والتوليد، والأطفال وحديثي الولادة والأشعة والمختبرات يقدم خدمات طبية عامة ومتخصصة، ويعتبر مركزا تدريبيًا لطلاب كليات الطب والتمريض ، ويحتوي على عيادات خارجية تستقبل المرضى يوميًا. ومبنى كبير يحتوي على غرف عمليات وأقسام عناية مركزة تم تجديد بعض أجزائه في السنوات الأخيرة لتحسين مستوى الخدمات، و يعاني المستشفى من ضغط كبير نظرًا لعدد المرضى الكبير وقلة الإمكانيات، ويواجه تحديات متعلقة بالصيانة وتوفير المعدات الطبية الحديثة.
حيث يُعتبر مستشفى مرجعيا في عدن والمناطق الجنوبية ويقدم خدمات طبية للمواطنين بأسعار رمزية مقارنةً بالمستشفيات الخاصة ، ويدير المستشفى الكبير كادر طبي منذ عدة سنوات طويلة، وهنا أناشد الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي وكل التجار وأصحاب رأس المال المحلي والإقليمي والدولي مساعدة وتقديم الدعم المالي واللوجستي حتى يقوم بدوره الرائد في خدمة المجتمع ككل .
فيما يقول المحامي سعيد علي العيسائي : نناشد رئيس المجلس الرئاسي ورئيس الوزراء إعطاء عناية خاصة لمستشفى الجمهورية في تحديد ميزانية تشغيلية كافية لتشغيل وتفعيل دور المستشفى خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر فيها المواطن من الفقر والمرض والمعاناة وعدم قدرته على مواكبة العلاجات والعمليات في المستشفيات الخاصة، ومستشفى الجمهورية مرجعية لعلاج الفقراء المحتاجين.
وأما الدكتورة رنا السروري رئيسة دائرة العلاقات العامة لاتحاد عام نساء الجنوب تقول : اتمنى من الجهات المعنية ممثلة بالحكومة ووزارة الصحة العامة والسكان إيلاء الاهتمام للمستشفى الضخم والعريق أهمية ودعم كبير، ويتمثل هذا الدعم بتوفير الأجهزة الحديثة للتشخيص ومواكبة التطور العلمي، ودعم الكادر الطبي.
يظل قبلة المواطنين رغم الإهمال :
وقال عصام الوالي : ويعد من أهم المستشفيات في الجنوب العربي لتنوع الخدمات الطبية التي يقدمها للمواطنين الأمراض، كذلك للطواقم التعليمية الطبية وللتطبيق العملي للاطباء الخريجين فهو مستشفى تعليمي وصرح علمي يؤهل الكوادر الطبية على أعلى مستوى.
ما يتعرض له في الآونة الاخيرة من إهمال وتدمير ممنهج يعد ضمن سلسلة من الحرب التي تُشن على شعب الجنوب لتدمير الخدمات والبنية التحتية وخاصة المرافق الطبية التي من ضمنها هذا الصرح العالمي، رغم ذلك يظل هذا المستشفى قبلة المواطنين بالجنوب من شتى محافظاته للحصول على العناية الطبية بكل فخر واعتزاز.
وتقول الأستاذة هنا صالح الذيباني : إن استعادة الثقة في مستشفى الجمهورية يتطلب جهودًا متكاملة من جميع الأطراف المعنية، فصحة المواطن هي أمانة يجب الحفاظ عليها. في النهاية، يجب أن نتذكر أن المستشفيات ليست فقط بنايات، بل هي أماكن تُعنى بحياة الناس. لذا، علينا جميعًا أن نعمل معًا من أجل إعادة مستشفى الجمهورية إلى خريطة الرعاية الصحية، وضمان أن يصبح مكانًا يُعزز الشفاء ويحتضن الأمل.
تعرض للإهمال وهو الحلم المتجدد :
وأما الناشطة الاجتماعية فوزية محمد بكير قالت : عندما كان في نظام وقانون كانت جميع المستشفيات الحكومية توفر العلاجات للمرضى وتقوم بالفحص المجاني، ومستشفى الجمهورية هو الصرح العلمي الذي يضم في أقسامه عددا من الأطباء الممتازين ، ولكن بعد فتح العيادات الخاصة، اُهمل مستشفى الجمهورية بسبب جشع بعض الدكاترة وتحويل المرضى إلى المستشفيات الخاصة وأصبحت مهنة الطب تجارة، وأُهمل مستشفى الجمهورية نتيجة الجشع وحب المادة إضافة إلى دور القائمين في إهمال المستشفى لكي تنجح عياداتهم المكلفة التي أرهقت المواطن واصبح المستشفى مهملا ولايوجد به لا دواء ولا أطباء تحولوا من ملائكة الرحمة إلى تجار، والسبب في إهمال المستشفى هو المستشفيات الخاصة وهي السبب في تدمير مستشفى الجمهورية وأنا قبل شهر قمت بزيارة للمستشفى ورأيت بعيني الإهمال الذي تعرض له هذا الصرح العلمي.
وأكدت نوال أحمد بالقول : علينا أن لا ننسى أن مستشفى الجمهورية كان ولا يزال يُمثل حلمًا لن يتحقق إلا بتضافر الجهود. فلنسعَ جميعًا، ضمن عائلتنا الكبيرة، لدعم هذا الهدف المتعالي، ونسعى ليعود مستشفى الجمهورية إلى مجده السابق كنبراسٍ يُضيء درب الصحة والعافية معًا، يمكن أن نصنع الفارق.