استطلاعات

من يقف خلفها ومن يدعمها ؟ حرب خدماتية وحملات تأجيج غير مسبوقة للشارع الجنوبي .

كريترنيوز / استطلاع / حنان فضل

تشهد العاصمة عدن والجنوب عامة حرب الخدمات والأزمات المفتعلة وأساليب التركيع والتجويع، كما أن هناك حملات إعلامية لتأجيج الشارع الجنوبي ونشر الفوضى، كل تلك الأساليب والتي تم كشف أوجه كثيرة للتآمر على الجنوب، بل أن هناك قوى تعمل على نشر الفتنة بين أوساط المجتمع الجنوبي.

انتفاضة الشارع :

يقول الكاتب والنقابي التربوي جمال مسعود علي:

بخصوص حركة الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها شوارع العاصمة عدن ، هذا شيء متوقع ولانستغرب مايجري في الشارع من تحرك أكان سلبيا أم إيجابيا ، فهو نتيجة من نتائج الحرب التي تشن على الجنوب وعاصمته عدن تشترك فيها أطراف متعددة تربطها أهداف مشتركة هي إبقاء الجنوب مربوطا بالوحدة اليمنية وعرقلة حق الجنوبيين باستعادة دولتهم.

وأن خروج الشارع وانتفاضته لانستغرب حرف مساره عن الاحتجاجات الشعبية المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية وتوفير الخدمات إلى أعمال تخريبية وفوضى عارمة قد تنشأ هنا وهناك ، فهذا هو الهدف الأول من تأجيج الشارع الجنوبي بالضغط عليه والتضييق على معيشته ليخرج منتفضاً ضد الموجود أمامه وهو المجلس الانتقالي الجنوبي بغض النظر عن امتلاك المجلس الانتقالي لصلاحيات إدارة الدولة أم لا مع العلم أن إدارة شؤون الدولة ليست بيد المجلس ولايمتلك المجلس الصلاحيات فهو مقيد بالشراكة والتسوية السياسية وهذه أساليب لوي الذراع وتهييج الشارع الجنوبي ضد الانتقالي ليس مستغرباً ، لذا كان يجب على قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي مراعاة ذلك وأخذ كل التدابير اللازمة لمنع وصول الاحتقان والغضب الشعبي إلى هذا الحد لما له من خطورة على الأمن والسكينة العامة في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب ، وكذا من أجل إفشال مخططات أعداء الجنوب ورد كيدهم في نحورهم من خلال التدخل العاجل ، لمنع مزيد من التدهور الاقتصادي والتصدي بكل السُبل المتاحة وممارسة وسائل الضغط السياسية لصالح الجنوب.

مجاعة حقيقية واستغلال :

يقول جمال مسعود علي :

إن الشارع الجنوبي يحتقن أكثر فأكثر جراء الكارثة الاقتصادية التي حلت به وأوشكت الكثير من الأسر الجنوبية على دخول مجاعة حقيقية وفقر مدقع لم يمر بتاريخ الجنوب من قبل.

ونعرف جيدا أن الضغط عكسي ضد الجنوب وقيادته لإجبارهم على تنازلات ضد قضية الجنوب واستحقاقاته السياسية وهذا تحد كبير جدا ، لكن خطورة انفلات الشارع الجنوبي وخروجه عن السيطرة ووقوعه بيد أصحاب المشاريع العدائية لأمنه واستقراره أشد خطراً وأكثر تحديا ويتطلب من القوى السياسية الجنوبية وعلى رأسهم المجلس الانتقالي الجنوبي الإسراع في عمل مايلزم لمنع وصول الجنوب إلى ضرب بعضه البعض وتنجح بذلك مخططات أعدائه والمتربصين به ليتخدلوا بعدها مباشرة في استكمال مخططاتهم في الجنوب ونهب ماتبقى من خيراته وضمه بالخديعة والمكر إلى أحضان باب اليمن من جديد حيث تصطف كل القوى اليمنية اليمينية واليسارية في صف واحد ومشروع واحد ضد الجنوب والجنوبيين مهما كان الثمن.

إغراق الجنوب بالأزمات :

وقال المحلل السياسي طارق المفلحي : تمارس الأحزاب اليمنية المسيطرة على مراكز القرار والاقتصاد وعلى رأسها رئاسة الوزراء ورئاسة مجلس القيادة الرئاسي أبشع أصناف الفساد والحرب الاقتصادية والسياسية والإعلامية ضد العاصمة عدن وكل محافظات الجنوب. ومن المعروف أن رئيس الوزراء يرأس لجنة مشتريات وقود الطاقة واللجنة العليا للطاقة وبيده الصلاحيات المالية لتوفير الوقود والخدمات الضرورية وصرف الرواتب وزيادتها التخفيف عن المواطنين وبدلاً من ذلك تمارس الحكومة ولصوص النفط والثروات كل الحيل الفاسدة لإغراق العاصمة عدن بوحل الحرمان من الكهرباء والمياه والصحة والتعليم والرواتب، ولم تكتف بذلك ، بل حركت آلاتها الإعلامية الرسمية وغير الرسمية وشبكات التواصل للتحريض ضد قيادات الجنوب وقواته الأمنية.

وأضاف : وقد دأبت طيلة السنوات الماضية على تحميل الشريك الجنوبي نتائج فساد تلك الأحزاب وأجندتها السياسية القذرة وبعد تفاقم حجم الفساد وتدمير المؤسسات الخدمية وحرمان المواطن من أبسط حقوقه وحالة الانهيار الكبير لسعر العملة والغلاء الفاحش في أسعار الأغذية والأدوية ونفاد صبر المواطنين المساكين، قامت تلك الأحزاب ومعها حكام صنعاء بتحريك الخلايا التخريبية باسم المظاهرات ، وجنّدت عشرات من المخربين وآلاف من المواقع للتحريض على مواجهة القوات الأمنية وتحميل قيادات المجلس الانتقالي مسؤولية ما وصل إليه الجنوب من المعاناة والفقر والحرمان.

وناشد المفلحي جميع الإعلاميين والناشطين والشخصيات الاعتبارية والقيادات الجنوبية في المجلس الانتقالي وخارج المجلس القيام بدورهم في توعية الشارع ودعم جهود الأمن في الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وكشف ألاعيب وأكاذيب ووعود الحكومة وتقديم الفاسدين للمحاكمة جراء ما اقترفته أياديهم وسياساتهم المعادية من جرم بحق شعبنا الجنوبي الصابر.

بمثابة حرب معلنة :

الدكتورة حنان محمد فارع رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي قالت : العاصمة عدن تعيش في الآونة الأخيرة حالة من شبة انعدام الخدمات، وهذا الأمر ليس بجديد فقد عانت عدن بعد حرب ١٩٩٤م من تردي بمستوى الخدمات وكان بمثابة حرب غير معلنة هدفها تركيع هذه المدينة الصامدة، ومع الوقت ازدادت الضغوط السياسية على عدن وأهلها بشكل خاص وانعكست على الإهمال الواضح في جميع القطاعات الخدمية ، مما أدى إلى تفاقم الأزمات، وفيما بعد أصبحت الخدمات ورقة ضغط سياسية تمارسها بعض القوى لتضييق الخناق على المدينة وأهلها وتحقيق مكاسب سياسية، وبالتالي يدفع المواطن البسيط ثمن لتلك الصراعات السياسية التي تحاول النيل من المجلس الانتقالي الجنوبي وتحميله المسؤولية الكاملة عما يجري من أزمات مفتعلة والغرض منها توجيه الاتهامات إلى الانتقالي وتحريض الشارع الجنوبي لرفع شعارات سياسية مناوئة للنيل من المجلس الانتقالي الجنوبي وقياداته، والجميع على علم أن الانتقالي لا يدير البلاد لوحده ولا يمتلك الموارد الذي توهله لتقديم الخدمات المتمثلة بالمياه والكهرباء وخلافه.

فقد أصبح لدى المواطن في عدن والجنوب عامة الوعي الكافي لمعرفة أسباب الأزمات المفتعلة في الخدمات ومن يقف وراءها وكيف تستخدم كورقة ضغط سياسي لانتزاع شعبية الانتقالي، وتغيير ملامح النصر التي تحقق في عدن على مليشيا الحوثي إلى الشعور بالقهر والحسرة، ولكن هذا لن يحدث في عدن التي تجرعت كل أصناف المعاناة ولم تُهزم.

كما لا يخفى على أحد الشعارات والهتافات التي يتم رفعها أثناء التظاهرات وتأخذ منحى سياسي ومطالبات بعيدة كل البعد عن المطالبة بالخدمات وتحسين المعيشة وغرضها الأساسي هو التحريض على المجلس الانتقالي الجنوبي. اما التظاهرات والاحتجاجات السلمية الراغبة في توفير الخدمات وتحقيق مستوى معيشي كريم لا يمكن معارضتها بل علينا جميعًا الانضمام لها والالتحام معها ، فكلنا نعيش نفس الوضع السيء ونفس المعاناة.

إدارة المؤسسات ومحاسبة الفساد :

وأكد العميد نصر أحمد فضل مستشار مدير أمن عدن بالقول : على إدارة المؤسسات الخدمية ومحاسبة الفاسدين منهم لاعتبارات سياسية يفرضها الوضع السياسي المركب ، فكان لتلك القوى أن تستغل هذا الفراغ تعمل على تدمير المؤسسات المرتبطة بحياة الناس بالتوازي مع عدم صرف المرتبات ، وانهيار العمله وارتفاع الأسعار كل العوامل وظيفتها لاحتقان الشارع الجنوبي والدفع به للفوضى من خلال حرق الإطارات وقطع الطرقات وتدمير الممتلكات العامة والخاصة عبر عناصرها المدسوسة بين البسطاء المعبرين عن رفضهم لسياسة التجويع وقطع الخدمات وعدم دفع المرتبات لتضع في بذلك فجوة بين المجلس الانتقالي وحاضنته الشعبية محاولة يائسة منها لإسقاطه والعودة بشعب الجنوب العربي للمربع الأول.

زر الذهاب إلى الأعلى