ترامب يبشّر بـ «فجر تاريخي» و«شرق أوسط جديد»
نتانياهو يصف الرئيس الأمريكي بـ «أعظم صديق لإسرائيل» وأنه حقق كل أهداف الحرب

كريترنيوز/ متابعات /وكالات
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن «كابوساً طويلاً» قد انتهى أخيراً للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، بعد الاتفاق على المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة، واتفاق تبادل المحتجزين والأسرى بين إسرائيل وحركة «حماس»، مشيراً إلى أن العالم يشهد «الفجر التاريخي للشرق الأوسط الجديد»، وطالب بالعمل على تحقيق «السلام والازدهار لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها»، في وقت تعهد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، «بتحقيق السلام وفقاً لرؤية ترامب».
وألقى ترامب خطاباً أمام الكنيست الإسرائيلي، خلال زيارة إلى إسرائيل، وقال إن «الأجيال القادمة ستتذكر هذه اللحظة باعتبارها اللحظة التي بدأ فيها كل شيء يتغير.. ويتغير كثيراً للأفضل.. أخيراً انتهى الكابوس الطويل.. ليس فقط للإسرائيليين بل للفلسطينيين أيضاً».
وأضاف: «بعد سنوات طويلة من الحرب المستمرة والخطر الذي لا ينتهي، اليوم السماء هادئة، والمدافع صامتة، وصفارات الإنذار متوقفة، وتشرق الشمس على أرض مقدسة تنعم أخيراً بالسلام، هذا هو الفجر التاريخي للشرق الأوسط الجديد».
ووصف نهاية الحرب في قطاع غزة بـ«انتصار لا يصدق لإسرائيل والعالم»، وأكد أن «إسرائيل حققت كل ما يمكن من نصر بقوة السلاح». وأضاف: «لا أحب الحرب، وشخصيتي تحبذ وقف الحروب، ويبدو أنني أحقق نجاحاً في ذلك.. لقد أنهينا 8 حروب في غضون 8 أشهر، وسأضم هذه الحرب إلى القائمة بعودة الرهائن».
ودعا الرئيس الأمريكي إلى «ترجمة الانتصارات ضد الإرهابيين في ساحة المعركة إلى الجائزة الكبرى المتمثلة في السلام والازدهار لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها». وطلب من سكان غزة أن «ينصب تركيزهم الآن بالكامل على استعادة أساسيات الاستقرار والأمن والكرامة والتنمية الاقتصادية»، وقال إنه يعتزم أن يكون شريكاً في جهود إعادة إعمار القطاع.
وأضاف: «قوى الفوضى التي ابتليت بها المنطقة هُزمت تماماً.. من غزة إلى إيران.. لم تسفر الكراهية المريرة عن أي شيء سوى البؤس والمعاناة والفشل»، مشيراً إلى أن «يد الصداقة والتعاون ممتدة دائماً» نحو إيران رغم أن «نظامها تسبب في الكثير من الموت في الشرق الأوسط». وأصاف: «مستعدون للتفاوض مع إيران متى ما كانت جاهزة لذلك».
تقدير للدول العربية
وأعرب عن تقديره للدول العربية والإسلامية التي مارست ضغوطاً على حركة «حماس»، واصفاً إياها بـ«شركاء في السلام».
وبالإشارة إلى لبنان، أكد ترامب على أن أموراً جيدة تحدث في لبنان بعد أن تم القضاء على حزب الله الذي استهدف إسرائيل، مشدداً بالقول: «نؤيد مساعي الرئيس اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة».
واضطر ترامب للتوقف للحظات بعد مقاطعة النائبين في الكنيست أيمن عودة وعوفر كاسيف، لكلمته قبل أن تتدخل قوات الأمن وتخرجهما من القاعة، وقال إن الولايات المتحدة «ستطبق السلام من خلال القوة»، وأكد أن بلاده تمتلك «أسلحة لم يحلم بها أحد وآمل ألا نضطر لاستخدامها».
ووجه خطاباً لسكان إسرائيل قائلاً إن الولايات المتحدة «لن تنسى ولن تسمح بتكرار 7 أكتوبر 2023».
ووجه ترامب الشكر إلى نتانياهو، ووصفه بأنه شخص «ليس من السهل التعامل معه، لكن هذا ما يجعله عظيماً»، وأضاف: «نتانياهو كان يتصل بي مراراً ويطالب بشتى أنواع الأسلحة وأنتم أحسنتم استخدامها».
وتابع: «بعد مضي سنتين من الظلام والظلم والأسر يعود عشرون من الرهائن إلى عائلاتهم، ليستريحوا بعد وقت طويل، لقد مروا بفترة معاناة كبيرة، هذا ليس فقط نهاية للحرب بل إنها نهاية فترة ترهيب».
أعظم صديق
وقبل خطاب ترامب ألقى نتانياهو خطاباً كال فيه المديح للرئيس الأمريكي ووصفه بأنه «أعظم صديق حظيت به إسرائيل»، مؤكداً أن «ما من رئيس أمريكي فعل من أجل إسرائيل مثل ما فعله ترامب». وقال نتانياهو إن مقترح ترامب للسلام حظي بقبول دول العالم وأنهى الحرب وحقق كل أهداف إسرائيل، وأكد التزامه بتحقيق السلام وفقاً لرؤية ترامب، مشيراً إلى أنه يمد يد السلام إلى كل من يريد السلام معنا.
وتحدث نتانياهو عن تحقيق «انتصارات مذهلة»، وأكد «مقتل جميع قادة هجوم 7 أكتوبر» و«تدمير البرنامج النووي لإيران».
وقال: «إن السنوات المقبلة هي سنوات السلام داخل إسرائيل وخارجها»، مؤكداً أن «السلام سيأتي أسرع مما يظن الناس بقيادة ترامب». وتابع: «إنه انتصار مذهل لإسرائيل والعالم أن تجتمع كل هذه الدول معاً شركاء في السلام. بعد أجيال من الآن سيُذكَر هذا اليوم باعتباره اللحظة التي بدأ فيها كل شيء يتغير».
وحضر الرئيس الأمريكي جلسة الكنيست، حيث صفق أعضاء البرلمان وقوفاً للرئيس الأمريكي، بحضور الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ. ودعا ترامب الرئيس الإسرائيلي، إلى الصفح عن نتانياهو الذي يواجه قضايا فساد عدة أمام القضاء الإسرائيلي.
وقبيل وصوله إلى تل أبيب، قال ترامب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية في رد على سؤال عما إذا كان واثقاً من انتهاء الحرب على غزة: «الحرب انتهت. حسناً؟ هل فهمتم ذلك»، معرباً عن ثقته بأن وقف إطلاق النار «سيصمد». وقبيل إقلاع طائرته من قاعدة أندروز الجوية قرب واشنطن، وصف ترامب رحلته إلى الشرق الأوسط بأنها ستكون «مميزة جداً».
وأكد أنه لا يعلم شيئاً عن ريفييرا غزة، «وهناك أشخاص عليكم الاهتمام بهم أولاً.. الجميع يريد أن يكون جزءاً من السلام». وأشار ترامب إلى أنه تلقى ضمانات شفهية من دول عربية وإسلامية هو يثق بها، مؤكداً أن القوة الدولية في غزة ستكون مهمة كل الدول، ومشيراً إلى أهمية أن يكون توني بلير مقبولاً من الجميع.
وشدد بالقول: «سنضمن صمود وقف النار في غزة»، مشيراً إلى أنه كانت هناك خلافات مع نتانياهو، وتم تجاوزها بسرعة.
سحب القوات
وبموجب خطة ترامب، تسحب إسرائيل قواتها على مراحل من قطاع غزة، على أن تحل محلها قوة متعددة الجنسيات، يتولى تنسيق عملها مركز قيادي تحت إشراف أمريكي في إسرائيل. وستعهد الحكومة، وفق الخطة الأمريكية، إلى لجنة فلسطينية تكنوقراطية وغير سياسية توضع تحت إشراف وسيطرة هيئة انتقالية دولية جديدة برئاسة ترامب.
وأدت الحرب الإسرائيلية على غزة إلى سقوط نحو 70 ألف قتيل، مع العثور على جثث عشرات المفقودين، بحسب الهيئات الصحية في قطاع غزة.