خطة أمريكية لتقسيم غزة وإسرائيلية لاستئناف الحرب
مجلس الأمن منقسم قبل التصويت على مشروع قرار بشأن القطاع

كريترنيوز /متابعات /البيان
يأتي التصويت المرتقب، غداً، على مشروع قرار أمريكي يدعم خطة الرئيس دونالد ترامب لقطاع غزة، مشحوناً بخلافات كبيرة بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن، حول مفهوم «القوة الدولية»، وإدارة غزة على المدى الانتقالي. وأفادت تقارير بأن الولايات المتحدة، تدرس خطة لتقسيم القطاع إلى قسمين، فيما أعدت إسرائيل خطة بديلة تتضمن استئناف الحرب.
وتدعو الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى إلى تمرير مشروع القرار الذي يقترح إنشاء «مجلس سلام انتقالي» للقطاع، مع تشكيل قوة دولية مؤقتة تعمل مع إسرائيل والشرطة الفلسطينية لتأمين المعابر ونزع السلاح.
لكن من جهة أخرى، هناك اعتراض روسي وصيني، إذ قدمت روسيا مقترحاً بديلاً لا يتضمن ولاية انتقالية بإشراف أمريكي، بل يركّز على حلول دولية بقيادة الأمم المتحدة.
ويرى مراقبون أنه في حال الفشل في تمرير القرار، يمكن أن يعود مجلس الأمن إلى المربع القديم من الأزمات، استمرار الصراع، وتفاقم الأوضاع الإنسانية. وإذا تم تمرير القرار، فإنه قد يُمهد لمرحلة جديدة من الإدارة الانتقالية في غزة، لكن مع مخاطر تقسيم فعلي للقطاع.
خطة تقسيم
وفي وقت سابق، أفادت تقارير بريطانية، نقلاً عن مصادر، بأن الولايات المتحدة، تدرس خطةً لتقسيم القطاع إلى قسمين، «أحدهما يخضع لسيطرة القوات الإسرائيلية والقوات الدولية، حيث تبدأ خطط إعادة الإعمار، بينما يبقى الآخر في حالة خراب».
وحسب صحيفة «الغارديان»، فإن الخطط المقترحة تقسم القطاع إلى منطقتين، الأولى تسمى «الخضراء»، حيث يُتوقع أن تتركز قوات دولية مشتركة مع الجيش الإسرائيلي، وتبدأ فيها مشاريع إعادة الإعمار بشكل تدريجي، بينما تبقى المنطقة الثانية «الحمراء» مدمرة جزئياً من دون خطط عاجلة لإعادة الإعمار. الهدف المعلن لهذه التقسيمات هو ضمان الاستقرار الأمني على المدى القريب، إلا أن ذلك قد يؤدي إلى هجرة داخلية نحو المناطق الأكثر أماناً، ما يعيد تشكيل الواقع الديموغرافي والجغرافي للقطاع.
وستتمركز القوة الدولية المقرر نشرها عند نقاط استراتيجية قرب الحدود الشرقية والمعابر، بهدف منع تجدد الصراع وفرض استقرار نسبي، مع مراقبة تحركات الفلسطينيين وتدفق المساعدات. ورغم الطابع الأمني لهذه الخطة، فإن أي إخفاق في تطبيقها قد يفتح المجال أمام تجدد العمليات العسكرية، وهو ما أكدته بعض التقارير الإسرائيلية التي تشير إلى وجود سيناريو بديل لاستئناف الحرب إذا لم تحقق القوة الدولية أهدافها.
استئناف الحرب
تقول التقارير إن الجيش الإسرائيلي يستعد لوضع خطة لنزع سلاح حركة حماس، عبر استئناف القتال، في حال لم تنجح الخطة الأمريكية في مجلس الأمن. وتضيف إن «واشنطن تحاول تسريع الانتقال إلى المرحلة التالية من مبادرتها، إلا أنها ما تزال تواجه صعوبات في تحقيق توافق حولها».
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، يُتوقّع أن يعرض الجيش بديلاً يعتمد على عملية عسكرية لنزع سلاح «حماس» إذا تعثرت الجهود الدبلوماسية.
وتشير قراءة المشهد إلى أن نجاح الخطة الأمريكية يعتمد على قدرة الأطراف الدولية والإقليمية على إدارة الوضع الأمني والسياسي بدقة، مع مراعاة حقوق الفلسطينيين ومصالحهم، في حين أن أي فشل أو تعثر في تطبيق الخطة قد يؤدي إلى تصعيد عسكري جديد، ما يفاقم الأوضاع الإنسانية.