كيف انهارت محادثات ترامب وزيلينسكي في 10 دقائق نارية؟

كريترنيوز/ متابعات /وكالات
خلال 139 دقيقة قلبت التحالف بين الولايات المتحدة وأوكرانيا رأسًا على عقب، شهدت المحادثات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انهيارًا غير مسبوق في العلاقات الدولية.
في يوم أمس الجمعة، بينما كان طهاة البيت الأبيض يعدون وجبة من دجاج الروزماري وهريس الكرفس والكرنب الأخضر، بدأت أصوات مرتفعة تتصاعد من المكتب البيضاوي. داخل الغرفة، كان ترامب ونائبه جيه دي فانس يوبخان زيلينسكي بشكل علني، في مشهد أثار صدمة أنصار أوكرانيا. كل ما كان يمكن أن يحدث خطأ في اجتماع بين زعيمين عنيدين حدث بالفعل خلال عشر دقائق فقط.
على الرغم من الصدمة التي أحدثتها هذه المحادثات، إلا أن النتيجة لم تكن مفاجئة تمامًا. فقبل الاجتماع، الذي كان من المفترض أن يتوج بتوقيع اتفاق جديد حول المعادن النادرة، تساءل العديد من الحلفاء عما إذا كانت العلاقة المتوترة بين الرجلين ستؤدي إلى نجاح أم كارثة؟
تحضيرات فاشلة
تم تحضير زيلينسكي للقاء ترامب، الذي يُعرف بحساسيته تجاه المجاملات وطريقة تعامله مع الآخرين. وقد نُصح بعدم التركيز فقط على صفقة المعادن وتجنب الدخول في صراعات. السيناتور ليندسي غراهام، الذي التقى زيلينسكي قبل الاجتماع، حذره قائلًا: “لا تدع وسائل الإعلام أو أي شخص آخر يجرك إلى جدال مع ترامب”.
كما قدم زعماء أوروبيون، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نصائحهم لزيلينسكي حول كيفية التعامل مع ترامب. ومع ذلك، بحلول وقت دخول زيلينسكي إلى البيت الأبيض، كان من الصعب توقع الانفجار الذي سيحدث خلال الدقائق الـ139 التالية.
بداية المشكلة
عند وصول زيلينسكي مرتديًا زيه العسكري، علق ترامب بسخرية: “أنت ترتدي ملابس أنيقة”. ثم سأله مراسل عن سبب عدم ارتدائه بدلة، فرد زيلينسكي: “سأرتدي زيًّا بعد انتهاء الحرب”.
في البداية، بدت المحادثات هادئة، حيث ناقش الرجلان صفقة المعادن المخطط توقيعها لاحقًا. ولكن بعد حوالي 40 دقيقة، انضم فانس إلى المحادثة، قائلًا: “الطريق إلى السلام يكون عبر الدبلوماسية”، ما أثار غضب زيلينسكي الذي رد بغضب: “عن أي دبلوماسية تتحدث؟”.
تصعيد التوترات
تصاعدت الأمور سريعًا، حيث اتهم فانس زيلينسكي بعدم الاحترام و”التجادل” أمام وسائل الإعلام. واندلع ترامب غاضبًا، قائلًا: “أنت تخاطر بحياة الملايين وتخاطر بالحرب العالمية الثالثة”. بعد دقائق، طرد ترامب وسائل الإعلام من الغرفة.
غادر الوفد الأوكراني المكتب البيضاوي لإعادة تجميع صفوفه في غرفة روزفلت، بينما عبر ترامب عن غضبه من نبرة زيلينسكي، واصفًا إياها بعدم الاحترام. وقرر ترامب أن زيلينسكي “ليس في وضع يسمح له بالتفاوض”، وأمره بمغادرة البيت الأبيض.
عواقب الاجتماع
لم يتم التوقيع على اتفاق المعادن، الذي كان محور النقاش طوال الأسبوع. وكتب ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي: “عد عندما تكون مستعدًا للسلام”.
فيما بعد، أرسل زيلينسكي رسالة شكر لأمريكا، معربًا عن أمله في تحقيق سلام عادل لأوكرانيا. وفي الوقت نفسه، حاول حلفاء ترامب تحويل الأزمة إلى لحظة قوة، حيث أشادوا بموقف ترامب القوي.
نقاط الاشتعال الرئيسية
التوتر بين زيلينسكي وفانس: تصاعدت الخلافات عندما تحدث فانس عن الدبلوماسية كطريق للسلام، مما أثار رد فعل عنيف من زيلينسكي.
رد فعل ترامب: انفجر ترامب غاضبًا عندما تحدى زيلينسكي موقفه، قائلًا: “لا تخبرنا بما سنشعر به”.
اتهامات بعدم الاحترام: اتهم فانس زيلينسكي بعدم الاحترام و”التقاضي” أمام وسائل الإعلام.
مستقبل العلاقات: رغم الخلافات، أعرب زيلينسكي عن أمله في استمرار العلاقات مع أمريكا، معترفًا بالدعم الأمريكي لأوكرانيا.
في النهاية، كان يومًا مليئًا بالتوترات والخلافات، مما أثار تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين البلدين ومصير الصراع في أوكرانيا.