موسكو وكييف.. جدل وانعدام ثقة بشأن «الهدنة»
واشنطن تحض الروس على إنهاء الحرب وبرلين تحذر الأمريكيين من الضغط على أوكرانيا

كريترنيوز /متابعات /وكالات/عواصم
مثلت مقترحات وقف إطلاق النار في أوكرانيا وفرص السلام، مثار جدل بين موسكو وكييف، وفيما حضت واشنطن الروس على إنهاء الحرب حذرت برلين الأمريكيين من الضغط على أوكرانيا لإبرام اتفاق سلام مفروض.
وأعلن الكرملين أن أوكرانيا لم ترد على العديد من العروض، التي قدمها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لبدء مفاوضات سلام مباشرة، وإنه لم يتضح بعد ما إذا كانت ستنضم إلى وقف إطلاق النار، الذي أعلنه لمدة 3 أيام الشهر المقبل.
وذكر دميتري بيسكوف، الناطق باسم الكرملين للصحفيين، أن بويتن هو من أكد مراراً أن روسيا مستعدة، دون أي شروط مسبقة، بدء عملية المفاوضات، مضيفاً: «لم نتلق أي رد من نظام كييف حتى الآن، من الصعب للغاية فهم ما إذا كانت أوكرانيا تنوي الانضمام إلى وقف إطلاق النار».
كما نقلت وكالات أنباء روسية عن بيسكوف قوله، إن أوكرانيا لم تستجب للعديد من العروض التي قدمها بوتين لبدء مفاوضات سلام مباشرة، وإن التركيز الأساسي لموسكو ينصب على بدء هذه العملية، لافتاً إلى أن روسيا لا تستطيع الرد على اقتراح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً دون تسوية جميع الخلافات الدقيقة.
في المقابل انتقد زيلينسكي إعلان بوتين عن هدنة أحادية الجانب من 8 إلى 10 مايو، قائلاً، إن الهدنة كانت محاولة أخرى للتلاعب.
وأضاف زيلينسكي في خطاب ليلي مصور: «لسبب ما يُفترض بالجميع الانتظار حتى 8 مايو لوقف إطلاق النار فقط لمنح بوتين الهدوء لعرضه العسكري.. نحن نقدر الأرواح البشرية، لا العروض العسكرية.. لا حاجة للانتظار من أجل وقف إطلاق النار.. يجب أن يكون وقف إطلاق النار ليس لبضعة أيام فقط، ثم العودة إلى القتل بعد ذلك. يجب أن يكون فورياً وكاملاً وغير مشروط، لمدة لا تقل عن 30 يوماً، لضمان أنه آمن ومضمون، هذا هو الأساس الذي قد يؤدي إلى دبلوماسية حقيقية».
بدوره حض وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، نظيره الروسي سيرغي لافروف على إنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال بيان أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية: «بعد زيارة المبعوث الخاص ويتكوف إلى موسكو شدد روبيو على الخطوات التالية في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، وعلى ضرورة إنهاء الحرب الآن.. الولايات المتحدة جادة بشأن تسهيل إنهاء هذه الحرب العبثية».
تحذير وتعويل
إلى ذلك، حذرت وزيرة الخارجية الألمانية المنتهية ولايتها، أنالينا بيربوك، الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من الضغط على أوكرانيا لإبرام اتفاق سلام مفروض من روسيا.
وقالت بيربوك، خلال اجتماع مع نظرائها من دول الشمال الأوروبي، وكذلك من بولندا وفرنسا في جزيرة بورنهولم الدنماركية: «لا يمكن أن يكون من مصلحة أحد أكبر اللاعبين في العالم، الولايات المتحدة، إبرام صفقة أو معاهدة تؤدي إلى مزيد من العدوان.. نحن بحاجة إلى سلام موثوق ودائم»، مؤكدة أن هذا ما يدافع عنه الأوروبيون.
من جهته عول وزير الدفاع الألماني المنتهية ولايته، بوريس بيستوريوس، على استمرار دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا، قائلاً: «أمن أوروبا يمثل أهمية قصوى للولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية، وسيظل كذلك».
ووصف بيستوريوس اقتراح السلام الأمريكي الأخير بأنه بمثابة استسلام من جانب أوكرانيا، وقال: «الاقتراح المطروح حالياً على الطاولة يشبه إلى حد كبير ما كان بإمكان أوكرانيا أن تقبل به قبل عام، وذلك بالاستسلام والتخلي عملياً عن كل شيء، عدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وعدم وجود ضمانات أمنية كافية».
تبادل مسيرات
ميدانياً، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، في بيان، أمس، أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 37 من أصل 100 طائرة مسيرة، أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية الليلة قبل الماضية.
وقال البيان، إن القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام 100 طائرة مسيرة تم إطلاقها من مناطق كورسك، وميلروفو، وأوريول، وبريانسك، وبريمورسكو-أختارسك الروسية، وتشودا بشبه جزيرة القرم. بدورها، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن أنظمة الدفاع الجوي التابعة لها دمرت 131 طائرة مسيرة أوكرانية، خلال الليلة قبل الماضية، فوق الأراضي الروسية.
كما قال مسؤولون محليون، أمس، إن شخصين لقيا حتفهما، وأصيب ثلاثة آخرون في هجوم أوكراني بطائرة مسيرة في منطقة بيلغورود بروسيا. وأفاد حاكم بيلغورود فياتشيسلاف جلادكوف عبر تطبيق تلغرام أن الضحايا كانوا على متن سيارة بالقرب من الحدود مع أوكرانيا عندما وقع الهجوم.