هجوم روسي كبير بالصواريخ والمسيّرات يسعّر حرب أوكرانيا
الكرملين يتعامل بهدوء إزاء انتقاد ترامب لبوتين.. ونزع سلاح كييف خط أوروبي أحمر

كريترنيوز /متابعات /وكالات/كييف، موسكو
استعر لهيب حرب المسيّرات في أوكرانيا، بهجوم روسي هو الأكبر منذ تفجر الصراع، إذ أسفرت الهجمات عن سقوط قتلى وجرحى في عدد من المدن، وفيما اختارت موسكو الهدوء بعد انتقادات أطلقها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لنظيره الروسي، فلادميير بوتين، شدد الأوروبيون على أن نزع سلاح أوكرانيا خط أحمر.
وأكد سلاح الجو الأوكراني، أن روسيا شنت خلال الليل أوسع هجوم بصواريخ ومسيرات منذ بدء الحرب، مشيراً إلى أن روسيا هاجمت الأراضي الأوكرانية مستخدمة 728 مسيرة و13 صاروخاً، وأن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت 711 مسيرة ودمرت ما لا يقل عن 7 صواريخ. وأشار المصدر العسكري، إلى وجود 4 مواقع تعرضت للقصف دون أن يحدد الأضرار الدقيقة الناجمة عن هذه الهجمات، مضيفاً: الهدف الرئيسي للهجوم كان منطقة فولينيا في مدينة لوتسك على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة. ووفق السلطات المحلية، أصيب 8 أشخاص في كييف وسومي وزابوريجيا وخيرسون.
كما قتل 8 مدنيين في هجمات روسية على منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، على ما أعلن مكتب المدعي العام. وأوضح المصدر نفسه، أن هجوماً بمسيرة روسية أصاب سيارات ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص في بلدة رودينسكه. وأسفر هجوم آخر بعد عشر دقائق بواسطة قنابل ألقيت من الجو، عن سقوط 3 قتلى في مدينة كوستيانتينيفكا التي تقترب منها القوات الروسية.
بدوره، ندد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بما وصفه بأنه هجوم يكشف نوايا روسيا الحقيقية ورفضها التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وجدد دعوته إلى فرض عقوبات صارمة على موسكو وعلى اقتصادها، قائلاً: يجب على كل من يريد السلام أن يتحرك. كما أشار مدير مكتب الرئيس الأوكراني، أندري يرماك، إلى أن من اللافت أن روسيا شنت هذا الهجوم في اللحظة نفسها التي أعلنت فيها الولايات المتحدة نيتها تزويد كييف بالأسلحة.
في المقابل، أعلنت السلطات الروسية، مقتل 3 أشخاص على الأقل في مدينة كورسك، إثر هجوم نفذته طائرة مسيرة قالت إنها أُطلقت من أوكرانيا. وذكر الحاكم الإقليمي، ألكسندر خينشتاين، أن 6 أشخاص آخرين أصيبوا في الهجوم، متهماً الجيش الأوكراني بتنفيذ ضربة استهدفت شاطئاً في المدينة التي يزيد عدد سكانها على 400 ألف نسمة.
إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إن قوات موسكو سيطرت على قرية تولستوي في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا. وأضافت الوزارة في بيان، أن القوات الروسية قصفت مطارات عسكرية أوكرانية في هجمات خلال الليل.
اتهامات أوروبية
في الأثناء، دانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، روسيا، بسبب ما أسمتها انتهاكات عدة لحقوق الإنسان وقعت خلال عملياتها في أوكرانيا منذ العام 2014 في منطقة دونباس والحرب التي بدأت في فبراير 2022 وإسقاط الطائرة الماليزية إم إتش 17 في يوليو 2014. وقال رئيس المحكمة القاضي الفرنسي، ماتياس غويومار، إن المحكمة رأت أن روسيا مذنبة بإعدام مدنيين وجنود أوكرانيين خارج نطاق القتال وممارسة أعمال تعذيب وتهجير غير مبرر لمدنيين والتدمير والنهب ومصادرة أملاك.
وشددت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ومقرها ستراسبورغ، على الدولة المستجيبة الإفراج فوراً أو ضمان العودة الآمنة لجميع الأشخاص الذين حرموا من حريتهم على الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا، والذين لا يزالون محتجزين من قبل السلطات الروسية. ورأت أيضاً أن على روسيا التعاون دون تأخير في إنشاء آلية دولية ومستقلة لضمان تحديد هوية جميع الأطفال الذين نقلوا من أوكرانيا إلى روسيا أو الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، في أسرع وقت ممكن مع مراعاة المصالح العليا للأطفال.
هدوء روسي
على صعيد متصل، قال الكرملين، أمس، إن موسكو تتحلى بالهدوء فيما يتعلق بانتقاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، فيما يتعلق بأوكرانيا، مضيفاً أنها ستواصل محاولة إصلاح العلاقات المتدهورة مع الولايات المتحدة. وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في اتصال مع صحفيين: نتحلى بالهدوء تماماً حيال هذا الأمر.. نتوقع أن نواصل حوارنا وتواصلنا مع واشنطن بشأن إصلاح العلاقات الثنائية المتدهورة. ولفت بيسكوف، إلى أن ترامب يفهم أن حل الصراع بين روسيا وأوكرانيا لن يكون سهلاً، قائلاً: سمعنا أيضاً كلاماً مهماً جداً من ترامب بأن تسوية الصراع الأوكراني اتضح أنها أصعب بكثير مما كان يعتقد في البداية. وأشار بيسكوف أيضاً، إلى أنه غير متأكد من صحة تقرير نشرته شبكة سي.إن.إن، وجاء فيه أن ترامب هدد ذات مرة بقصف موسكو لردع بوتين عن مهاجمة أوكرانيا.
خط أحمر
كما قال وزير القوات المسلحة الفرنسية، سيباستيان لوكورنو، إن نزع سلاح أوكرانيا، وهو من الشروط التي وضعتها روسيا لإنهاء الحرب، يمثل خطاً أحمر مطلقاً للأوروبيين. وأضاف في مقابلة مع مجلة فالور أكتويل الفرنسية الأسبوعية، عشية اجتماع جديد يعقده تحالف الراغبين: خطنا الأحمر المطلق هو نزع سلاح أوكرانيا.. يجب أن تكون منسجمين مع أنفسنا، لا يمكننا رفض انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، وفي الوقت نفسه القبول بأن تحرم من جيشها.. يجب أن يكون بمقدور الأوكرانيين ضمان أمنهم وهذه مسألة أساسية، لأنه في حال العكس، فإنني لا أرى أي ضمان لأمن الدول المجاورة.