دولية

حرب مسيّرات شعواء بين روسيا وأوكرانيا

موسكو تندد بخطط لنشر كتيبة أوروبية في أوكرانيا.. وتنتظر إعلان ترامب «المهم»

كريترنيوز/متابعات/وكالات

استعر لهيب هجمات الطائرات المسيّرة المتبادل بين أوكرانيا وروسيا بما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، فيما نددت موسكو بإعلان باريس عن خطط لنشر كتيبة عسكرية في أوكرانيا، مرتقبة في الوقت ذاته الإعلان «المهم» للرئيس الأمريكي دونالد ترامب المنتظر بعد غد الاثنين.

وقتل ثلاثة أشخاص في روسيا بهجمات ليلية بمسيرات أوكرانية، بينما تسبب القصف الروسي لأوكرانيا في سقوط حوالى 15 جريحاً وتضرر عيادة في خاركيف. وقتل مدني في منطقة ليبيتسك وآخر في تولا قرب موسكو، إثر هجمات المسيرات الأوكرانية.

 

وقضى شخص ثالث في قصف مدفعي على منطقة بلغورود الحدودية، وفق السلطات المحلية. وفي المجموع، أسقطت 155 مسيرة أوكرانية ليل الخميس الجمعة، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية.

 

وقال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين، إن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت أربع طائرات مسيرة أطلقتها أوكرانيا صوب العاصمة الروسية.

 

وأعلنت هيئة الطيران المدني الروسية، تعليق جميع الرحلات الجوية مؤقتاً في ثلاثة مطارات في منطقة موسكو، وهي دوموديدوفو وفنوكوفو وجوكوفسكي. وجرى استئناف الرحلات في وقت لاحق.

 

ومن الجانب الأوكراني، طال القصف الروسي لخاركيف ثاني كبرى مدن البلاد، عيادة، بحسب ما أعلن الرئيس الأوكراني. وأشار إلى إصابة تسعة أشخاص. وفي أوديسا جنوب أوكرانيا، أدى القصف الروسي إلى إصابة ثمانية أشخاص. كما قالت وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها سيطرت على قرية زيلينا دولينا في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا. وقال الجيش الأوكراني، إن طائراته المسيرة هاجمت مصنع طائرات في منطقة موسكو ومنشأة لإنتاج الصواريخ بمنطقة تولا.

كما قالت سلطات مدينة كييف: إن المدينة تعتزم تخصيص 260 مليون هريفنا أوكرانية (6.2 ملايين دولار) لبرنامج اعتراض الطائرات المسيرة للدفاع عن سماء العاصمة من المسيرات الروسية. وكتب تيمور تكاتشينكو رئيس الإدارة العسكرية في مدينة كييف على تلغرام:

لن تستخدم هذه الأموال لشراء المعدات فقط، وإنما أيضاً لإنشاء نظام استجابة فعال. ونددت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، بالضربات الروسية الأخيرة على أوكرانيا، معتبرة أنها غير مقبولة، ملوحة بعقوبات أوروبية جديدة في حق موسكو.

 

تنديد

على صعيد آخر، أعلن الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن روسيا تعتبر نشر كتيبة عسكرية أوروبية في أوكرانيا غير مقبول، مضيفاً: وجود كتيبة أجنبية بالقرب من حدودنا غير مقبول. وندد بما وصفه عقيدة عسكرة مناوئة لروسيا من جانب القادة الأوروبيين.

وذلك بعد يوم من تأكيد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن خطط إرسال قوة حفظ سلام إلى أوكرانيا جاهزة، حال وافقت موسكو وكييف على وقف لإطلاق النار. كما قال دميتري بيسكوف: إن روسيا تترقب الإعلان المهم الذي أوضح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه سيكشفه يوم الاثنين.

 

ومن المنتظر أن يقوم الموفد الأمريكي، كيث كيلوغ، بزيارة رسمية لأوكرانيا اعتباراً من الإثنين، على ما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية، غورغي تيخي.

 

كما اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، المستشار الألماني فريدريش ميرتس باستخدام شعارات معادية لروسيا. وقال لافروف في العاصمة الماليزية كوالالمبور: آمل أن يفهم كل سياسي ذي عقل سليم هذا الأمر، منتقداً المستشار لعدم رؤيته أي سبل دبلوماسية للتعامل مع موسكو.

خصم

في المقابل، أعلن رئيس الأركان الفرنسي، تييري بوركهارد، أن موسكو تعتبر فرنسا خصمها الرئيسي في أوروبا، وذلك بسبب دعم باريس المستمر لأوكرانيا.

وقال الجنرال بوركهارد خلال مؤتمر صحافي:الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو من قال هذا بنفسه.. ذلك لا يعني أنه يتجاهل الدول الأخرى، ولا يعني أيضاً أنه يركز جهوده علينا وحدنا، مشيراً إلى انتهاج روسيا نشاطات هجينة غير تقليدية في تعاملها مع دول الغرب.

 

وأوضح أن روسيا لا تهدد فرنسا، القوة النووية المحمية بسياسة الردع، بهجوم مباشر وقوي على أراضيها، لكنها تلجأ إلى خيارات متعددة مثل التضليل الإعلامي والهجمات الإلكترونية وأعمال التجسس.

 

إرهاق

في الأثناء، حذرت إيمي بوب، مديرة المنظمة الدولية للهجرة، من أن الإرهاق الذي تسببت فيه الحرب في أوكرانيا وتخفيض الولايات المتحدة للمساعدات الخارجية يقوضان الجهود الرامية إلى دعم الفارين من المحن والصعوبات.

وقالت بوب: مرت ثلاث سنوات ونصف السنة على الصراع.. أعتقد أن من الإنصاف القول إن الجميع منهكون، ونسمع ذلك حتى من الأوكرانيين الذين يعانون من الهجمات المستمرة على مدنهم، والذين نزح كثيرون منهم مرات عدة..

 

لكن الرد على ذلك يجب أن يكون السلام، لأنه في نهاية المطاف، من دون السلام، لن تكون هناك نهاية، ليس فقط لطلبات التمويل، بل أيضاً لدعم الشعب الأوكراني

زر الذهاب إلى الأعلى