دولية

كلمة مرور ضعيفة تُسقط شركة بريطانية عمرها 160 عاماً

كريترنيوز /متابعات /البيان

 

تسببت كلمة مرور واحدة مُختَرقة في انهيار شركة “KNP لوجستكس”، وهي شركة نقل بريطانية عريقة عمرها 160 عاماً حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1865، ما أدى إلى تسريح 730 موظفاً، وإعادة التأكيد على التأثير المدمر للهجمات الإلكترونية على الشركات في المملكة المتحدة.

 

أصبحت شركة “KNP Logistics”، ومقرها نورثهامبتونشاير، أحدث ضحايا مجموعة Akira المتخصصة في هجمات الفدية، لتنضم بذلك إلى عشرات الآلاف من الشركات البريطانية التي وقعت ضحية لمثل هذه الهجمات في السنوات الأخيرة.

 

بدأت الهجمة الإلكترونية عندما تمكَّن القراصنة من الوصول إلى أنظمة الشركة عبر تخمين كلمة مرور أحد الموظفين، وبمجرد التسلل إلى النظام، قامت “مجموعة Akira” بزرع برنامج فدية شلَّ أنظمة الشركة، وشفر بياناتها الحيوية، وطالب بفدية تُقدَّر بنحو 5 ملايين جنيه إسترليني.

 

وتسببت الهجمة في شلل كامل لقدرة الشركة على العمل، والوصول إلى سجلاتها المالية، وتأمين تمويل كان ضرورياً لاستمرار عملياتها، ما أجبر الشركة العريقة على إعلان الإفلاس.

 

لا علم للموظف المُخترق

 

كشف مدير الشركة “بول أبوت” عن الأثر الإنساني العميق لهذا الهجوم، قائلاً إنه لم يخبر الموظف الذي يُعتقد أن كلمة مروره كانت سبب الانهيار، تحاشياً من العبء النفسي الكبير الذي تُسببه مثل هذه الحوادث للموظفين.

 

موجة هجمات إلكترونية

 

شركة “KNP” ليست الوحيدة، إذ شهدت الأشهر الماضية سلسلة من الهجمات الإلكترونية استهدفت شركات كبرى مثل “Marks & Spencer”، و”Co-op”، و”Harrods”، وفقاً لتقرير من هيئة الإذاعة البريطانية BBC.

 

فيما تعرضت “M&S” لخسائر أسبوعية تُقدَّر بـ40 مليون جنيه إسترليني نتيجة هجوم باستخدام برمجية فدية تُدعى “DragonForce”، أما “Co-op” فقد أكدت من جانبها سرقة البيانات الشخصية لـ6.5 مليون عضو من أعضائها.

 

وحذر “ريتشارد هورن” المدير التنفيذي للمركز الوطني للأمن السيبراني (NCSC)، من خطورة هذه الأحداث مُطالباً جميع المؤسسات باتخاذ خطوات عاجلة لحماية أنظمتها.

 

أرقام مرعبة

 

تشير الدراسات إلى أن أكثر من 80% من خروقات البيانات ناتجة عن بيانات اعتماد مخترقة، فيما بلغ متوسط تكلفة الاختراق الإلكتروني في المملكة المتحدة نحو 3.58 مليون جنيه إسترليني بين عامي 2023 و2024.

 

بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة مثل “KNP”، يمكن لهذه التكاليف أن تكون مدمرة بشكل لا رجعة فيه، إذ تُظهِر الإحصاءات أن 56% من هجمات الفدية في عام 2024 استهدفت شركات يقل عدد موظفيها عن 50 موظفاً.

 

لا أحد في مأمن

 

يُجمع خبراء الأمن السيبراني على أن أول وأبسط خطوط الدفاع يبدأ من إدارة كلمات المرور، إذ تُظهر الدراسات أن 96% من كلمات المرور الشائعة يمكن اختراقها خلال أقل من ثانية، بينما يستخدم الموظفون كلمات المرور ذاتها في عدة حسابات.

 

وبعد إلقاء القبض على أربعة متهمين على صلة بهجمات استهدفت قطاع التجزئة البريطاني، باتت الرسالة واضحة: “لا أحد في مأمن”.

زر الذهاب إلى الأعلى