دولية

روسيا تخفض منسوب الأمل لنزع فتيل الحرب مع أوكرانيا

«الناتو» يدعو إلى ضمانات أمنية قوية لكييف

كريترنيوز/ متابعات /وكالات/عواصم

خفضت موسكو من منسوب الأمل في لقاء يجمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لنزع فتيل الحرب المستعرة.
مشيرة إلى أنه ليس من جدول أعمال جاهز لعقد قمة، وفي حين اتهم زيلينسكي الروس بفعل كل ما في وسعهم لمنع عقد اجتماع بينه وبين نظيره الروسي، أقر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بصعوبة جمع الرئيسين على طاولة، مشبهاً الأمر بخلط الزيت بالماء، بينما دعا حلف شمال الأطلسي إلى توفير ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا في أي اتفاق منتظر.

وأكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنه لا يوجد جدول أعمال لقمة محتملة بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، متهماً زيلينسكي برفض كل شيء.
وأضاف في مقابلة مع برنامج لقاء الصحافة مع كريستين ويلكر على قناة «إن.بي.سي» التلفزيونية، أن بوتين أبدى استعداده للقاء زيلينسكي لبحث اتفاق محتمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا بشرط وضع جدول أعمال مناسب لمثل هذا الاجتماع، وهو ما قال إنه لم يتوفر في الوقت الراهن.

وقال لافروف: «بوتين مستعد للقاء زيلينسكي عندما يكون جدول أعمال القمة جاهزاً، وهذا الجدول ليس جاهزاً على الإطلاق»، موضحاً أنه ليس هناك خطط جاهزة لاجتماع مزمع في الوقت الراهن.

وفي حين ذكر لافروف أن روسيا وافقت على إبداء مرونة بشأن عدد من القضايا التي أثارها ترامب خلال قمة ألاسكا، اتهم أوكرانيا بعدم مبادلة المرونة نفسها في المحادثات مع ترامب وحلفائه الأوروبيين التي تلت ذلك في واشنطن.
في الأثناء، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي: إن روسيا تفعل كل ما في وسعها لمنع عقد اجتماع بينه والرئيس فلاديمير بوتين، وحث حلفاء أوكرانيا على فرض عقوبات جديدة على موسكو إذا لم تظهر أي اهتمام بعملية السلام.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، في كييف، أفاد زيلينسكي بأنهما ناقشا الضمانات الأمنية لأوكرانيا من دول أخرى.

وأوضح أن هذه الضمانات يجب أن تكون مشابهة للمادة الخامسة للحلف التي تعتبر الهجوم على أحد أعضاء الأطلسي بمثابة هجوم على الجميع. كما دعا زيلينسكي حلفاء بلاده إلى الضغط على روسيا من أجل اتخاذ موقف بناء ولو بدرجة محدودة.

بدوره، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أمس خلال زيارة لكييف، إلى تقديم ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا للتثبت من التزام روسيا بأي اتفاق سلام قد يتم التوصل إليه.
وقال روته: «ستكون ضمانات أمنية قوية أساسية، وهذا ما نسعى حالياً لتحديده للتحقق من أن روسيا لن تحاول بعد الآن الاستيلاء على كيلومتر مربع واحد من أراضي أوكرانيا».

وأوضح روته أن هذه الضمانات من نوعين، الأول يقضي بتعزيز الجيش الأوكراني لردع روسيا عن شن هجوم جديد في المستقبل، والثاني يقضي بتوفير ضمانات أمنية أوروبية وأمريكية، مضيفاً: «من الواضح أن الولايات المتحدة ستكون مشاركة. وهذه الضمانات الأمنية يجب أن تصمد».

ودوت صفارات الإنذار في كييف خلال وجود روته في العاصمة الأوكرانية. ودعت الإدارة العسكرية في كييف السكان للتوجه إلى الملاجئ بسبب خطر إطلاق صواريخ بالستية روسية، بعد وقت قليل من المؤتمر الصحافي بين روته وزيلينسكي.

فخ روسي
على صعيد متصل، قالت الممثلة السامية للشؤون الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس: إن احتمالية تنازل أوكرانيا عن أراضٍ لصالح روسيا في إطار اتفاق سلام لإنهاء الحرب فخ نصبه بوتين.
وذكرت كالاس أن الرئيس الروسي يطالب أوكرانيا بتقديم تنازلات مقابل وقف الحرب، لكن تلبية مطالبه سترقى إلى منح مكافأة للدولة التي شنت الحرب. وصرحت كالاس بأن المحادثات التي أجريت أخيراً بشأن منح بوتين تنازلات هي بالضبط الفخ الذي تريد روسيا إيقاعنا فيه.

صعوبة لقاء
كما أقر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس، بأن جمع بوتين وزيلينسكي هو مهمة بالغة الصعوبة. وقال ترامب للصحافيين في واشنطن: «سنرى إذا كان بوتين وزيلينسكي سيعملان معاً.
تعرفون الأمر يشبه بعض الشيء خلط الزيت بالماء. لا يتفقان كثيراً لأسباب جلية». ورداً على سؤال عما إذا كان اجتماعاً كهذا سيتطلب حضوره شخصياً، أجاب ترامب: «سنرى».

تطورات ميدان
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن قواتها سيطرت على 3 بلدات في دونيتسك شرقي أوكرانيا، لتصبح على مسافة أقرب من خط الدفاع الأوكراني في المنطقة التي تشهد معارك. وقالت الوزارة على تلغرام: إن روسيا سيطرت على بلدات كاتيرينيفكا وفولوديميريفكا وروسين يار في دونيتسك.
وأفادت قيادة القوات الجوية الأوكرانية، أمس، بأن الدفاعات الجوية تمكنت من تدمير أو تعطيل 46 طائرة مسيرة روسية من أصل 55 تم إطلاقها خلال هجوم جوي واسع النطاق.
ووفقاً لبيان نشرته قيادة القوات الجوية الأوكرانية على فيسبوك، فقد بدأ الهجوم في الساعة 10:30 مساء بالتوقيت المحلي، وشمل طائرات هجومية وطائرات مسيرة محاكية، أُطلقت من عدة مواقع داخل روسيا، بينها شاتالوفو، وكورسك، وميليروفو، وبريمورسك-أختارسك، إضافة إلى منطقة هفارديسكي في شبه جزيرة القرم.

زر الذهاب إلى الأعلى