دولية

ترامب يحوِّل إغلاق الحكومة إلى سلاح انتقامي ضد خصومه السياسيين

كريترنيوز /القاهرة الاخبارية

يستغل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إغلاق الحكومة الفيدرالية في شنِّ حملة انتقامية واسعة ضد الولايات والمدن التي يسيطر عليها الديمقراطيون، مستخدمًا سلطاته لمعاقبة خصومه السياسيين بشكل غير مسبوق.

إستراتيجية انتقامية ممنهجة
أعلن ترامب صراحة عن نيته استغلال ما وصفه بـ”الفرصة غير المسبوقة” التي منحه إياها الديمقراطيون، إذ كشفت مجلة “بوليتيكو” أنه ظهر بمظهر المبتهج بإمكانية تقليص الوكالات الحكومية التي يصفها بأنها “خدعة سياسية” للديمقراطيين.

والتقى ترامب بمدير مكتب الإدارة والميزانية راسل فوت، المساهم البارز في “مشروع 2025” المحافظ، لتحديد الوكالات التي سيتم تقليصها وما إذا كانت التخفيضات ستكون مؤقتة أم دائمة.

هذا النهج دفع السيناتور آدم شيف، أحد أبرز منتقدي ترامب، للتحذير من أن “الرئيس يستخدم كل وسيلة في سلطته لإسكات وترهيب منتقديه”، واصفاً ذلك بـ”محاولة لترهيب المجتمع بأكمله”.

ضربة موجعة لنيويورك
تعرضت نيويورك، الولاية التي بدأ فيها ترامب مسيرته التجارية، لضربات قاسية، إذ أوقفت إدارته مشروعات بنية تحتية بقيمة 18 مليار دولار، وفقًا لـ”فايننشال تايمز”، تشمل تطوير نفق هدسون الحيوي ومترو الجادة الثانية، بحجة مراجعتها لاحتوائها على “مبادئ تنوع غير دستورية”.

من جهتها، ردَّت الحاكمة كاثي هوشول بوصف الخطوة بـ”الانتقام السياسي”، فيما أشار النائب جورج لاتيمر إلى أن “نيويورك موطنه حيث أسس أعماله، وأعتقد أنه يثير غضبه بشكل خاص عدم نجاحه سياسيًا فيها”.

كما كشفت “بوليتيكو” عن محاولات ترامب التدخل في سباق رئاسة بلدية نيويورك، إذ أمرت وزارة العدل بإسقاط تهم الفساد عن العمدة الحالي إريك آدامز، بينما هدد بحجب التمويل الفيدرالي إذا فاز المرشح الاشتراكي الديمقراطي زهران ممداني، في الانتخابات المقرر لها الشهر المقبل.

كاليفورنيا في قلب العاصفة
شكَّلت كاليفورنيا، التي وصفها السيناتور أليكس باديلا بأنها “نقيض رؤية ترامب لأمريكا”، هدفًا رئيسيًا آخر، إذ تعرضت الولاية لهجمات متعددة خلال ولاية ترامب الثانية، بدءًا من إلغاء معايير المناخ، مرورًا باستخدام لوس أنجلوس كساحة اختبار لحملته ضد الهجرة غير الشرعية ونشر الجيش محليًا، وصولًا لمطالبة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس بدفع أكثر من مليار دولار لاستعادة التمويل البحثي الفيدرالي.

كما تم تعليق مشروع ضخم للهيدروجين يهدف لاستبدال الوقود الأحفوري، ضمن تجميد 8 مليارات دولار من مشروعات الطاقة الخضراء في ولايات صوتت لصالح المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، وهو ما اعتبره باديلا “انتقاميًا” بامتياز.

قائمة الأعداء والانتقام الممتد
لا يقتصر انتقام ترامب على الولايات، بل يشمل أفرادًا بارزين، إذ استهدف حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، الذي تحوَّل إلى خصم رئيسي لترامب، والمانحين الديمقراطيين مثل ريد هوفمان مؤسس “لينكد إن” الذي لوّح ترامب بالتحقيق معه.

حتى منافسته في الانتخابات الرئاسية هاريس -نائبة الرئيس السابق جو بايدن- لم تسلم، إذ أنهى ترامب في أغسطس حمايتها من قبل الخدمة السرية التي كان بايدن مددها لها، ما اضطر شرطة كاليفورنيا لتوفير الحماية لها في أثناء جولتها الترويجية لكتابها.

أجندة محافظة متطرفة
أيضًا، اتهم الديمقراطيون ترامب بتنفيذ مخطط طويل الأمد لتفكيك الحكومة تحت غطاء الإغلاق.

وأوضح النائب بات رايان لشبكة “سي إن إن” أن “الرئيس (ترامب) يضاعف جهوده بقطع تمويل البنية التحتية بدلًا من الاستجابة لاحتياجات الناس”.

فيما حذَّر السيناتور جون فيترمان من أن الإغلاق “سيكون النتيجة المثالية لمشروع 2025″، البرنامج المحافظ الذي يستهدف إنجازات الديمقراطيين على مدى عقود.

ووصف النائب ريتشي توريس ترامب بأنه “أزاح ريتشارد نيكسون من عرشه كأكثر رئيس انتقامي في التاريخ”.

دفاع جمهوري وتحذيرات اقتصادية
على الطرف الآخر، دافع الجمهوريون عن التخفيضات، إذ سخر السيناتور مايك لي قائلاً إن “فوت يحلم ويستعد بدقة لإغلاق شومر منذ البلوغ”.

كما برر وزير الخزانة سكوت بيسنت التهديدات بالتخفيضات الدائمة والفصل الجماعي للموظفين، قائلًا: “لا أعتقد أن استخدام الرئيس لكل الوسائل أمر غير معقول”، رغم اعترافه بأن الإغلاق قد يضر بالنمو الاقتصادي والناتج المحلي. ولكنه ألقى باللوم على الديمقراطيين، مشبهًا إياهم بـ”الإرهابيين” الذين يحتجزون الحكومة “رهينة” لإرضاء التقدميين.

زر الذهاب إلى الأعلى