دولية

لقاء ترامب وممداني يثير غضبا في أوساط المحافظين الأمريكيين

كريترنيوز /القاهرة الإخبارية – سامح جريس

 

أثار اللقاء المفاجئ بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعمدة نيويورك المنتخب زهران ممداني موجة من الاستياء في أوساط أنصار ترامب المحافظين، بعدما تحول ما كان متوقعًا أن يكون مواجهة حادة إلى جلسة ودية وصفها مراقبون بـ”مهرجان الاحترام المتبادل”.

 

من التهديد بقطع التمويل إلى وعود المساعدة

كانت الأجواء قبل اللقاء متوترة للغاية، إذ نشرت شبكة فوكس نيوز عنوانًا على شاشاتها، صباح اللقاء يوم الجمعة، يقول “مواجهة مع الاشتراكية”، بحسب ما ذكرته مجلة تايم الأمريكية، إذ أمضى أنصار ترامب أسابيع في شن حملة ضد ممداني البالغ 34 عامًا، ووصفه الرئيس نفسه بأنه “مجنون شيوعي بنسبة 100%” عقب فوزه بالانتخابات، وهدد بسحب التمويل الفيدرالي من المدينة.

 

لكن المشهد انقلب تمامًا داخل المكتب البيضاوي، إذ بدا ترامب معجبًا بممداني، وأعلن بابتسامة عريضة أمام الصحفيين: “نتفق على أمور أكثر بكثير مما توقعت، أعتقد أنه سيفاجئ المحافظين حقًا”.

 

وأضاف الرئيس ترامب بنبرة حماسية: “سأساعده، لن أعرقله”، وفي لحظة طريفة كشفت عن مدى الود بينهما، عندما سأل أحد الصحفيين ممداني إن كان لا يزال يرى ترامب فاشيًا، بادر الرئيس بالتدخل ضاحكًا قائلًا: “لا مشكلة، يمكنك قول نعم، هذا أسهل من الشرح”.

 

صدمة الحلفاء وتصاعد الانتقادات

تسبب هذا التحول الكبير في موقف ترامب بإحراج شديد لحلفائه الذين انخرطوا في الحملة ضد ممداني، إذ كانت النائبة الجمهورية إليز ستيفانيك، التي رشحها ترامب لمنصب سفيرة الأمم المتحدة وتخوض حاليًا سباق انتخابات حاكم نيويورك، كانت قد وصفت ممداني خلال حملته الانتخابية بأنه “مرشح معادٍ للسامية وجهادي وشيوعي”.

 

لكن عندما سُئل ترامب في المكتب البيضاوي عما إذا كان يتفق مع هذا الوصف، أجاب بهدوء وفق ما أشارت المجلة الأمريكية: “لا، لا أوافق على ذلك، لكنها في خضم حملة انتخابية، وأحيانًا نقول أشياء أثناء الحملات”. لم تتقبل ستيفانيك هذا الموقف، وكتبت عبر منصة إكس: “جميعنا نريد لنيويورك أن تنجح، لكن يبدو أننا سنختلف في هذه النقطة”.

 

أما الناشطة اليمينية المتطرفة لورا لومر، المقربة من ترامب، فلم تخف استياءها الشديد تجاه اللقاء، وكتبت عبر إكس: “أمر غريب أن نسمح لشيوعي جهادي بالوقوف خلف مكتب الرئيس في المكتب البيضاوي، مشهد محزن”، وأضافت في منشور آخر: “هل سنطبّع الشيوعية الآن؟”.

 

ومن جانبها، كتبت عضوة مجلس نيويورك إينا فيرنيكوف، قبل اللقاء متوقعة مواجهة: “غدًا سيعطي ترامب درسًا لممداني، يجب أن يشاهد الجمهور ذلك”، لكنها غيّرت لهجتها بعد اللقاء قائلة: “إنه يوم جيد عندما يجتمع قائدان من وجهتي نظر متعارضتين تمامًا لمصلحة المدينة، لكن لا يجب أبدًا أن نشرعن ماركسيًا له توجهات جهادية”، وأضافت بخيبة أمل: “كان يجب معاقبة ممداني في البيت الأبيض، لكنه بدلًا من ذلك حصل على الشرعية”.

 

حيرة إعلامية وتفسيرات متضاربة

بدت الحيرة واضحة على مقدمي برامج فوكس نيوز، إذ علّق المذيع ديفيد أسمان مباشرة على الهواء قائلًا: “كلمة واحدة فقط: واو”، مضيفًا أن ترامب وممداني “بدوا كأفضل الأصدقاء”. أما زميله براين كيلميد فوصف اللقاء بأنه “مهرجان حب ومهرجان احترام”، وقال ساخرًا إن نائب الرئيس جي دي فانس قد يشعر بـ”الغيرة”، مضيفًا: “أعتقد أن الرئيس يريد استخدامه كمرشح لمنصب نائب الرئيس، لقد انسجما بشكل رائع”.

 

سارعت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إلى طمأنة الجمهوريين في مقابلة مع شون هانيتي على فوكس نيوز، موضحة أن نجاح اللقاء يعكس استعداد الرئيس “للقاء أي شخص”، وليس تقاربًا مع الشيوعية، وقالت: “نحن نعلم، والرئيس يعلم، والشعب الأمريكي يعلم أن سياسات ترامب والرأسمالية تنجح على المستوى الوطني، من يدري؟ ربما سيعود العمدة ممداني إلى نيويورك وقد تعلم بعض الأشياء من الرئيس اليوم”.

زر الذهاب إلى الأعلى