عربية

على تخوم المرحلة الثانية.. هدأت غزة واشتعلت الضفة

كريترنيوز /متابعات /محمد الرنتيسي/رام الله

يركب الفلسطينيون في قطاع غزة بحر المفاوضات مجدداً، وفي الوقت ذاته مازال أهل الضفة الغربية يعيشون في محيط المواجهة، في ظل تناقضات تؤشر إلى حالة يحفها الخوف والغموض. دقت ساعة المرحلة الثانية، فيما إسرائيل مازالت تسعى لتمديد المرحلة الأولى، لكسب مزيد من المحتجزين، وإزاء ذلك مازالت مترددة في إدخال المنازل المتنقلة ورفع وتيرة المساعدات الإغاثية، رغم الاتفاق على هذه البنود مسبقاً خلال توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.

ثمة مؤشرات تقول إن مفاوضات المرحلة الثانية ستكون شاقة وصعبة، ولا يستبعد الفلسطينيون قيام إسرائيل بخطوات تصعيد عسكرية في الضفة الغربية، من شأنها أن تعمل على عرقلة المفاوضات وإفشالها، ولعل تأكيدات من الوسطاء وإبداء حركة حماس استعدادها للذهاب بعيداً في المباحثات، وصولاً للوقف الشامل للحرب، والأصوات القادمة من المعارضة الإسرائيلية، كلها عوامل تصب في خانة استمرار التهدئة.

ووفق مراقبين، فإن هذه التطمينات وحدها لن تكون كافية، إذ تشترط إسرائيل إنهاء حكم حركة حماس لغزة، وخروج قادتها من القطاع، الأمر الذي ترفضه الحركة، ويعتبره مراقبون فجوات كبيرة تهدد بنسف الاتفاق، وهو احتمال إن تحقق فمن المؤكد أن يتسبب في تداعيات خطيرة، لاسيما وأن فتيل الحرب انتقل سريعاً من غزة إلى الضفة الغربية.

ورقة أخيرة

ويشير الباحث المختص في الشؤون الإسرائيلية، عادل شديد، إلى أن التقديرات بشأن التقدم في مفاوضات المرحلة الثانية ليست مشجعة، بسبب رفض حركة حماس التخلي عن مسؤولياتها في قطاع غزة من جهة، والتحريض الإسرائيلي غير المسبوق على الضفة الغربية، مستدلاً على ذلك باقتحام بنيامين نتانياهو أحد المنازل الفلسطينية في طولكرم ورفع العلم الإسرائيلي داخله، ما يؤشر على تصعيد دموي كبير، وفق تعبيره.

وحال أصر سكان غزة على رفض مشروع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لتهجيرهم فإن ورقة نتانياهو الأخيرة ستكون الضفة الغربية، وربما تطال مطرقة النار مدينة القدس، مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، الذي طالما قدح شرارة التصعيد، بفعل الممارسات الإسرائيلية، وفق تقديرات مراقبين. وسبق أن لوح نتانياهو مراراً بتغيير خريطة الشرق الأوسط، بدءاً من قطاع غزة والضفة الغربية، ووصولاً إلى لبنان وسوريا ودول أخرى في الإقليم، ولعل التلويح باجتياح شامل للضفة الغربية أصبح واضحاً في الأيام الأخيرة.

لا مؤشرات

ويقول الباحث والمحلل السياسي، رائد عبد الله، لـ«البيان»، إنه رغم المحاولات الإسرائيلية جر الضفة الغربية إلى مواجهة عنيفة جديدة، لكن ليست هناك مؤشرات جدية على اندلاع مواجهة دامية في الضفة الغربية كتلك التي شهدها قطاع غزة، مفسراً ذلك بوجود جماعات مسلحة في قطاع غزة، في حين الضفة الغربية لا تملك سوى بعض المطلوبين المسلحين، وقدراتهم محدودة، ولا ترقى للاشتباك العنيف مع الجيش الإسرائيلي. وسلط اشتعال الأوضاع في جنين وطولكرم ومناطق أخرى في الضفة الغربية، الضوء على تباين في الموقف الإسرائيلي، ما بين التهدئة في غزة، والتصعيد في الضفة، ما يبقي على الأجواء متوترة، وقابلة لانفجار أكبر.

وبكل الأحوال فإن تعيين أيال زامير رئيساً لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي، ومنحه الصلاحيات الكاملة لتنفيذ وترجمة القرارات العسكرية حيال الضفة الغربية لم يأتِ من فراغ، فهو كالخاتم في يد نتانياهو كما يصفه قادة عسكريون ومراقبون إسرائيليون، ما يرجح جولة جديدة من التصعيد في الضفة الغربية، وربما غير مسبوقة.

زر الذهاب إلى الأعلى