ليبيا.. مساعٍ لتطويق خطاب الكراهية

كريترنيوز/ متابعات /الحبيب الأسود
تعمل الجهات الرسمية في ليبيا على تطويق خطاب الكراهية والحؤول دون انتشاره في شهر رمضان، لاسيما من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
وحذرت الهيئة العامة لرصد المحتوى الإعلامي التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، من الترويج لخطاب الكراهية، ودعت كافة القنوات إلى الالتزام بمعايير الجودة والمهنية، واحترام المشاهد، وتجنب كل ما من شأنه الإخلال بالقيم والمبادئ المجتمعية، في البرامج التلفزيونية التي يتم تصويرها وتقديمها بمناسبة رمضان. وشددت الهيئة على ضرورة أن يلتزم القائمون على الإنتاج التلفزيوني بمدونة السلوك المهني الإعلامي، وتجنب ارتكاب أي أخطاء مهنية قد تؤثر سلباً على رسالة الإعلام الهادف، مع ضرورة إخضاع كل محتوى تلفزيوني للقوانين واللوائح الناظمة للإعلام في ليبيا، والمعايير الدولية لحقوق الإنسان، وطالبت كتاب السيناريو والمخرجين بالابتعاد عن أي خطاب يحرض على الكراهية، أو الطائفية أو العنف، وأن يعملوا على نشر قيم التسامح والتعايش.
وأكدت الهيئة العامة لرصد المحتوى الإعلامي، أنها ستقوم بمتابعة حثيثة للمحتوى التلفزيوني خلال رمضان، وستتخذ الإجراءات اللازمة حيال أي مخالفة للقوانين واللوائح. كما فرضت الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب، معايير صارمة على وسائل الإعلام التابعة لها لمنع تسرب خطاب الكراهية، أو ترويج شعارات الفرقة والانقسام، ما فسره مراقبون برغبة الفرقاء في تهدئة الأجواء، وتهيئة الظروف لتجاوز الأزمة السياسية.
ندوة
ويأتي هذا العمل في سياق وطني يدعمه المجتمع الدولي، وبتأطير من الأمم المتحدة التي نظمت بعثتها في ليبيا الأسبوع الماضي ندوة حوارية على مدى يومين، بمشاركة أعضاء من اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، والمراقبين المحليين لوقف إطلاق النار لمناقشة وتقييم ظاهرة تفشي خطاب الكراهية والمعلومات المضللة والخطاب التحريضي عبر وسائل الإعلام التقليدية ومنصات التواصل في ليبيا.
وتركزت محاور الندوة التي شارك فيها أعضاء من اللجنة الفرعية للترتيبات الأمنية حول التأثير الضار لهذا الخطاب على ثبات اتفاق وقف إطلاق النار وعلى النسيج الاجتماعي في ليبيا بشكل عام، بالإضافة إلى بحث سبل معالجة هذه الظواهر في سبيل الحد منها، استناداً على المادة الخامسة من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر 2020.
حاجة ملحة
وأكدت البعثة الأممية الحاجة الملحة لوضع حد لجميع أشكال الخطاب التحريضي في وسائل الإعلام، ووسائل التواصل، والتصدي للمحاولات المتعمدة لتعميق الانقسامات بين أبناء الشعب الليبي التي تهدد الوحدة الوطنية. ودعت البعثة، الحكماء والسلطات المحلية والوطنية إلى تكثيف الجهود لخفض حدة التوترات الخطابية، ومعالجة الأسباب الجذرية للتصعيد الراهن.
ووفق مراقبين، فإن تطويق خطاب الكراهية يعتبر إحدى أهم الأولويات التي يحتاجها المشهد العام في ليبيا سواء من اجتماعياً أو ثقافياً أو إعلامياً في اتجاه تهيئة الظروف الملائمة لتحقيق المصالحة الوطنية، وتوحيد المؤسسات والانطلاق نحو تنظيم الانتخابات.