عربية

الضفة.. حواجز وبوابات وتقطيع أوصال واقتحامات

كريترنيوز /متابعات /وكالات/رام الله

 

رحلة التسعة أميال من مدينة رام الله إلى قرية عطارة شمالاً تستغرق في الوضع الطبيعي حوالي نصف ساعة، رغم الحفر في الشارع وزحمة السير.

لكن الوضع الطبيعي يبقى افتراضياً حين يتعلق الأمر بأي منطقة فلسطينية. لذلك فإن الطريق «من إلى» لا أحد يستطيع معرفتها إلا بعد أن تنتهي. حتى سائقي سيارات الأجرة يهزون أكتافهم حين تسألهم عن موعد وصولهم إلى وجهتهم.

تنقل صحيفة الأوبزرفر البريطانية عن أحمد البرغوثي (50 عاماً) الذي يعمل سائقاً لأكثر من 20 عاماً «ثلاثون دقيقة، ساعة، نصف يوم، كل ذلك يعتمد على نقاط التفتيش. لو أستطيع إخبارك، لفعلت… لكن لا أحد يعلم».

ووفقاً للسلطات الفلسطينية، فقد نصب الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 119 «بوابة حديدية» منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر 2023، بما في ذلك العديد منها منذ يناير. وتعوق هذه البوابات الوصول إلى القرى والبلدات، ما يعزل مجتمعات بأكملها عن طرق النقل الرئيسية.

ويوجد في الضفة ما يقارب 900 حاجز، حسب الفلسطينيين. وسجّلت الأمم المتحدة أكثر من 800 حاجز، ما يُمثّل زيادةً حادةً مقارنةً بـ 645 حاجزاً في عام 2023.

ينقل التقرير الذي نشرته وكالة سند الفلسطينية للأنباء عن مسؤولين فلسطينيين أن هذه الحواجز تعبير عن استراتيجيةٍ تهدف إلى تقسيم الضفة إلى أجزاء شمالية وجنوبية ووسطى. وصرح أمير داود، من لجنة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية: «لم يعد هذا النظام يتحكم في الحركة فحسب، بل أيضاً في الوصول إلى الأراضي الزراعية، والفرص الاجتماعية والمعيشية، والصحة، والتعليم، والاقتصاد، من بين أمور أخرى».

يقول البرغوثي، المقيم في عطارة: «لكل قرية بوابة الآن، وهم يحاصروننا كالأغنام في حظيرة». واضطر ابنه الأكبر، من بين ستة أبناء، إلى ترك دراسته الجامعية لمساعدة والده.

وثمة العديد من الأمثلة. أبو أسامة، كان عامل بناء يبلغ من العمر 70 عاماً، والذي رفض ذكر اسمه الكامل خوفاً من عواقب التحدث إلى وسائل الإعلام، في مقدمة الحضور.

وقد عانى هو الآخر مالياً منذ بدء الحرب في غزة. يقول إنه لم يتمكن من الوصول إلى القدس للصلاة في المسجد الأقصى، كما جرت العادة في رمضان. ويضيف «ذهبتُ مع ابنتي في بداية رمضان قبل أسبوع تقريباً، لكنهم أعادونا عند الحاجز.

أنا عجوز ومريض، لكنهم أعادوني على أي حال».

أمر صعب

رمزية دحابرة (68 عاماً) جاءت إلى رام الله لموعد طبي. قالت: «أضطر للدخول والخروج لتلقي العلاج. لكن مع الحواجز، الأمر صعب للغاية».

آدم عوض، طالب طب يبلغ من العمر 18 عاماً، قال إنه يستيقظ مبكراً بساعة – في السادسة صباحاً – ليضمن وصوله إلى محاضراته.

وأضاف: «كنت محظوظاً. فوتّ محاضرة أو اثنتين، لكن بعض أصدقائي فاتتهم الامتحانات».

وتابع «ليس الانتظار فقط، بل هو خطر أيضاً. إذا نسيتَ بطاقة هويتك، فقد تُحتجز وينتهي بك الأمر في السجن لأشهر. قد تُهان أو تُضرب دون سبب».

زر الذهاب إلى الأعلى