العليمي يعترف بتسليم طائرة اليمنية تحت تهديد الحوثيين.. وموجة استياء شعبية واسعة

كريترنيوز/ متابعات/ جميل الشعبي
أثار تصريح مثير لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية والشعبية، بعد اعترافه بتسليم آخر طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية إلى جماعة الحوثي، استجابة لتهديدات أطلقتها الجماعة بقصف مطارات عدن وشبوة وحضرموت.
وقال العليمي، خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة RT الروسية، إن حكومته وافقت على تسليم الطائرة “تجنبًا لاستهداف المطارات” من قبل الحوثيين، وهو ما وصفه مراقبون بأنه “رضوخ واضح” يثير تساؤلات حول قدرة الحكومة الشرعية على حماية مؤسسات الدولة ومنشآتها الحيوية.
انهيار الردع
وتأتي هذه التصريحات بعد أكثر من عشر سنوات من الحرب مع الحوثيين، في ظل عجز متواصل للشرعية والتحالف العربي عن تأمين البنى التحتية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، سواء في مجال تصدير النفط الذي توقف منذ عامين بسبب هجمات الحوثيين على الموانئ، أو في مجال الطيران والنقل الجوي.
واعتبر ناشطون وسياسيون أن تصريحات العليمي تكشف مستوى “الانكشاف الأمني”، مشيرين إلى أن الشرعية “باتت دون أدوات ردع حقيقية”، وأن “التحالف العربي يتحمل جزءًا من المسؤولية بعد أن ترك المنشآت السيادية في المحافظات المحررة مكشوفة للتهديدات الحوثية”.
الشرعية تحت النار
وتزايدت حدة الانتقادات الموجهة للحكومة الشرعية خلال الأيام الماضية، خصوصًا في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والخدمية، وعجز الحكومة عن ضبط سعر العملة أو تحسين الخدمات الأساسية في المحافظات المحررة.
ويرى مراقبون أن تصريحات العليمي قد تعزز من قناعة قطاعات واسعة من اليمنيين بأن الشرعية باتت “عبئًا سياسيًا”، وأن استمرارها بصيغتها الحالية “يعرقل أي مشروع وطني لإنقاذ البلاد من الانهيار”، على حد تعبير أحد المحللين.
مطالب بالمحاسبة
ودعا ناشطون وحقوقيون إلى فتح تحقيق عاجل في ملابسات تسليم الطائرة، والكشف عن الترتيبات التي تمت مع جماعة الحوثي، مشددين على ضرورة إعادة النظر في منظومة الشرعية التي قالوا إنها “فقدت شرعيتها الشعبية والسياسية، نتيجة الفشل والتواطؤ والتخادم مع الانقلابيين”.
يشار إلى أن الخطوط الجوية اليمنية لم تعد تمتلك سوى عدد محدود من الطائرات، وقد واجهت صعوبات متزايدة في التشغيل بسبب الحرب، والحصار، وضعف البنية التحتية، في حين يعتبرها المواطنون شريانهم الوحيد للسفر من وإلى اليمن في ظل توقف معظم شركات الطيران العالمية.