لبنان يخشى «إشعاعات» الحرب

كريترنيوز /متابعات /وفاء عواد/بيروت
بعد الهجمات الأمريكية على إيران، بدا لبنان، أسوةً بدول المحيط، في استنفار غير معلن، تحسّباً لأيّ اختراقات من شأنها أن تورّطه في ظل تصاعد المواجهة.
ورفعت الهجمات الأمريكية على إيران، منسوب المخاوف من اتساع رقعة التوتر، على نحو يهدّد الأمن والاستقرار في المنطقة، وفق الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون الذي دعا إلى ضبط النفس، وإطلاق مفاوضات بنّاءة وجديّة لإعادة الاستقرار إلى دول المنطقة. ووسط حبْس الأنفاس، أجمعت مصادر سياسية لبنانية للبيان على أن القرار الأمريكي بالتدخل المباشر في الحرب، جعل الشرق الأوسط، ومنه لبنان، في عهدة الشبح (طائرة القاذفات الخارقة)، يسير على حبل مشدود، وخصوصاً أن أياماً صعبة تفصل إيران وإسرائيل والشرق الأوسط برمّته والعالم عن الحرب الكاملة. كما أن المصادر نفسها لم تخفِ خشيتها مما سمته افتعالات مدسوسة قد يتعرّض لها جنوب لبنان، كلّما تعاظم التصعيد في الحرب لتوريط لبنان فيها.
في لبنان، عين على الداخل حيث التنبّه لما تبيّته إسرائيل ضدّه، وعين على الحرب وما قد تحدثه من تحوّلات وتغييرات وارتدادات وخفايا مجهولة. وما بين المشهدين، فإن ثمّة مخاوف، إنْ لجهة الاحتمال الذي يشغل الجميع، والمتصل بتورّط أو عدم تورّط حزب الله في الحرب في مرحلة ما متقدّمة منها، أو لجهة الخشية من تنامي تداعياتها السلبية على لبنان، في حال طال أمدها كما باتت تنذر الوقائع العسكرية. أما ما يقلق لبنان، فعلياً، فهو وصول الحرب في إيران إلى حدّ إسقاط النظام.. فهل يتحرّك حزب الله حينها؟
وثمّة إجماع على أن حزب الله يواصل سياسة الغموض في هذه المرحلة، فلا يعطي جواباً عن احتمالات انخراطه في الحرب من عدمها، في حين أكدت مصادر سياسية للبيان أن الوقائع المتصلة بلبنان تشير إلى أنه بات الآن تحت اختبار صارم للنأي بنفسه عن منزلقات هذه الحرب، لافتة إلى تهيّب السلطة اللبنانية من المرحلة شديدة الخطورة التي بات لبنان في قلب تداعياتها، بما يضاعف الضغوط عليها للقيام بكلّ ما يتعيّن عليها من إجراءات، لمنع أيّ جهة قد تقدم على توريط لبنان.