غزة.. منطقة قتل منسية ابتعدت عنها الأنظار

كريترنيوز /متابعات /محمد الرنتيسي/رام الله
مرة أخرى تجد المنطقة نفسها وقد غرقت في وحل الحروب وزعزعة الاستقرار، وباتت تتهيأ لاستقبال سيناريوهات أمنية خطيرة، باحتدام الصدام بين إسرائيل وإيران، وإن يرى مراقبون أن المواجهة ستظل «مضبوطة»، طالما التزمت بقواعد الاشتباك العسكري.
على الأرض الفلسطينية، تواصل إسرائيل حربها الدامية على قطاع غزة، بينما تشدد قبضتها الحديدية على الضفة الغربية، ومن المستبعد، وفق مراقبين، أن تستأنف العملية السياسية لكسر دائرة الصراع، بعد أن أصبح الأمن الإقليمي والدولي في مرمى مخاطر جمة، قد تفضي تداعياتها إلى حرب شاملة.
وفق الكاتب السياسي شهاب شهاب، فالحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، بدت كنقطة في بحر المواجهة المحتدمة بين إسرائيل وإيران، مرجحاً عدم حدوث اختراق بمفاوضات التهدئة في خضم أوضاع كهذه، مضيفاً: «سيكون من الصعب على حركة حماس الانخراط في مفاوضات سياسية لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، فيما حليفتها إيران تدور في مأزق مواجهة صعبة».
ويرجح شهاب أن تستغل إسرائيل ظروف الحرب مع إيران، لفرض مزيد من الوقائع على الأرض في قطاع غزة والضفة الغربية، لا سيما أن المواجهة مع إيران جوية بحتة، ولا تحتاج لنشر قوات برية، كما هو الحال في غزة والضفة، لافتاً إلى أنه حتى تهدأ المواجهة مع إيران، وتعود الأجواء مهيئة لاستئناف المسار السياسي، ستكون إسرائيل قد أضافت عقدة جديدة إلى ضمانات وقف إطلاق النار، ما يجعل ماراثون المفاوضات السياسية يمتد لفترة أطول.
وتبدو خيارات إسرائيل مفتوحة، حيال المواجهة مع إيران، بينما تبدو هذه المواجهة بالغة التأثير في الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، باعتبارها ميدان الحرب الأولى، وإن تراجع الاهتمام الدولي بها لحساب المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، خصوصاً إذا امتدت المواجهة نحو حرب شاملة.
وبعين المراقب، يرى الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، أن إسرائيل تسعى لكي تكون صاحبة اليد العليا في المنطقة، وهي ماضية نحو «الشرق الأوسط الجديد»، الذي نادى به رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وأيده في ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهذا الأمر سيرتد بتداعيات صعبة على الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، إذ ستقوم إسرائيل بتسريع وتيرة حسم الصراع.
وثمة من المراقبين من يقرأ في مبادرة إسرائيل لضرب إيران، عقاباً لحركة «حماس»، التي ترفض العملية السياسية، على حد تعبير قادة إسرائيليين، والخلاص من حالة الفراغ السياسي في الشرق الأوسط، الذي تركته الحرب على قطاع غزة.