نازحو غزة المنهكون قصفاً وجوعاً: متى تتوقف الحرب؟

كريترنيوز /متابعات /محمد الرنتيسي/رام الله
يتساءل النازحون الذين أنهكهم الجوع والتهجير: متى تتوقف الحرب على غزة؟، دون إخفاء خيبة أملهم، بعد أن توقفت حروب إسرائيل مع لبنان وإيران، وحتى حرب الهند وباكستان، بينما ظلت غزة لوحدها تغرق في جحيم الحرب الأطول في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
هدأت كل الحروب، دون أن تتضمن اتفاقاً ينهي الحرب على غزة، ونسمع عن خطط واتفاقيات، لكن لا ندري إلى أين ستذهب الأمور بشأن غزة، وهل ستكون هناك نهاية قريبة للحرب أم لا؟.. هكذا لخص النازح من خان يونس أسامة النجار، منوهاً بحالة الإنهاك التي أصابت أهل غزة، بعد أن طال بهم أمد الحرب.
ويخشى النجار أن تطول حرب غزة قائلاً: أهل غزة يدفعون فاتورة الحرب الباهظة.
ويروي لـ «البيان»: كنا نأمل بأن يتضمن الإطار التفاوضي لاتفاقيات إنهاء الحروب، ما ينهي الحرب على غزة، لكن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث، وظلت غزة تصارع الموت والخوف، وبات النازحون المتعبون يتساءلون باستمرار: متى يأتي دور غزة؟.
ومع توالي وقف الحروب في الإقليم، يشعر الغزيون بخيبة أمل كبيرة، إذ كانوا يرون في حروب إسرائيل مع كل من لبنان وإيران، أنها مرتبطة بشكل وثيق بملف غزة، وأن هذه الحروب لن تنتهي إلا بوقف الحرب على غزة، لكن هذا لم يحدث، إذ ما زالت نار الحرب تلفح وجوه الغزيين، ولم تهدأ.
بل ربما على العكس من ذلك، يرى مصباح أبو منسي من دير البلح، أن وقف حرب إسرائيل الأخيرة مع إيران، قد يتسبب بانفراد إسرائيل بغزة، وهذا ما يثير مخاوف الغزيين، ويعد مؤشراً خطيراً على تكثيف الغارات وتوسيع رقعتها، على حد تعبيره.
ويواصل لـ «البيان»: الرئيس الأمريكي أوقف حرب إسرائيل وإيران وسمعنا بعد ذلك تصريحات منه بحدوث اختراق بمفاوضات التهدئة، ووقف الحرب على غزة، وما زلنا ننتظر على الجمر، ولا مؤشرات حقيقية على قرب انتهائها، بل كان الرد إسرائيلياً على لسان سموتريتش: الآن سنتوجه إلى غزة بقوة مضاعفة.
عقبات
وفي الأوساط السياسية، يرى الكاتب والمحلل السياسي، محمـد دراغمة، أن الإدارة الأمريكية تبذل جهوداً كبيرة للتوصل إلى اتفاق على أساس خطة مبعوثها الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وأن الجهود تنصب لحل عقبات، ما زالت تحول دون الاتفاق، لافتاً إلى أن وقف الحرب الإسرائيلية الإيرانية، خلق فرصة قوية للتوصل لمثل هذه التسوية.
وأبان دراغمة، أن المفاوضات تدور حالياً من خلال وسطاء واشنطن والقاهرة والدوحة، وتتركز حول عقبات رئيسة، وهي وقف إطلاق النار أثناء المباحثات، وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى المواقع التي كان يتواجد فيها قبل عودته للحرب في مارس الماضي.
ومما رشح لـ «البيان»، فإن الجانب الأمريكي قدم تعديلات طفيفة على خطة ويتكوف، فيما الحراك السياسي الجاري يتركز حول مضمون هذه التعديلات، والصياغات الممكن قبولها من قبل الطرفين.
ورغم أن وقف الحرب مع إيران فتح مساراً لإنهاء حرب غزة، إلا أن حالة من اليأس تنتاب سكان القطاع من إمكانية التوصل إلى اتفاق، ويبقى التدخل الأمريكي هو العامل الحاسم في الاتفاق من عدمه، وفي وضع أوزار الحرب.