عربية

21 شهراً على الحرب في غزة.. هل تخرج الهدنة من عنق الزجاجة؟

كريترنيوز/ متابعات /محمد الرنتيسي

إذا قُدّر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتفاق مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، وهو أمر يرجحه مراقبون، فإن الحرب على غزة التي دخلت شهرها الثاني والعشرين قبل يومين، ستخرج من عنق الزجاجة، ليصار بعدها – ربما – إلى ترتيب أوضاع المنطقة من غزة إلى إيران، مروراً باليمن ولبنان.

في غزة، ينتظرون على أحر من الجمر، هدنة تغذي ما تبقى لهم من أمل طال انتظاره، وحياة لم تعرف الهدوء منذ بداية الحرب، حيث تقاس الليالي بالغارات وليس بالساعات، وبعدّاد الموت الذي يزهق أرواح الأبرياء.

ثمة حالة من التفاؤل الحذر فرضت نفسها في غزة، إذ كل دقيقة تتوقف فيها الحرب، قد تنقذ حياة جريح ينتظر فتح المعبر، وإن أعلنت الهدنة بالفعل، سيشرب النازحون الماء حتى الارتواء، ولن يصدّقوا أن الحرب توقفت، حتى يروا سماء غزة بلا طائرات، كما يقولون.

في الأوساط السياسية، يرى مراقبون أن الموقف الأمريكي شكّل تحولاً، أنتج ضغطاً سياسياً على إسرائيل، لوقف الحرب في غزة، وهذا التوجه لم يهبط على غزة عبثاً، فواشنطن تريد التفرغ لإعادة ترتيب الأوراق التي تبعثرت في الإقليم.

وفي الدوحة، يبدو مسار المفاوضات استكشافياً، قبل الغوص في التفاصيل، ومما رشح لـ«البيان» أن المتفاوضين ينتظرون قراراً من واشنطن، والأمر منوط بشكل كبير ومطلق، بنتائج مباحثات ترامب مع نتانياهو.

المؤشرات تقول إن الرئيس الأمريكي يريد بالفعل لهذا الاتفاق أن يتم، وفي تل أبيب هناك تيارات معارضة أخذت تغير من مواقفها، وحتى نتانياهو نفسه، أعاد التأكيد بأن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين أهمية قصوى بالنسبة له، فيما الجيش الإسرائيلي وضع حكومته أمام خيارات محدودة، إما فرض حكم عسكري على غزة وهذا ينطوي على مغامرة بأرواح المحتجزين، أو التوصل إلى اتفاق، وعليه، فكل المعطيات تؤشر على الذهاب نحو هدنة ثانية.

المحلل السياسي محمد دراغمة، يرى أن مسار المفاوضات في الدوحة يبدو فنياً وتفصيلياً لبنود التهدئة، فعندما يتفق ترامب مع نتانياهو على بدء تنفيذ الاتفاق، يمكن جسر الخلافات حول قضايا من نوع عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم، وأين سينتشر الجيش الإسرائيلي، وأماكن توزيع المساعدات الإنسانية.

ويواصل: «هذه تصبح تفاصيل صغيرة، أمام الصورة الكبرى وهي نية ترامب بإنهاء الحرب في غزة، من خلال التوصل إلى هدنة الـ60 يوماً، ومن ثم الذهاب للصفقة الأشمل، التي تتناول شروط إنهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وصولاً إلى الترتيبات الإقليمية».

ووسط أجواء من الترقب والقلق، يتابع أهالي غزة، الأنباء القادمة من الدوحة وواشنطن على حد سواء، وتتزايد آمالهم في وقف الحرب، التي أكملت شهرها الـ21، وأتت على كل شيء في قطاع غزة، وفي الشوارع والأحياء المدمرة، وحتى في خيام النزوح، يلتف الغزيون حول أجهزة الراديو، والهواتف النقالة المزودة بخدمة الانترنت، مترقبين كل جديد بشأن مفاوضات التهدئة.

زر الذهاب إلى الأعلى