مخطط رفح.. هل يعطّل اتفاق غزة؟

كريترنيوز /متابعات /محمد الرنتيسي/رام الله
لف دخان كثيف مدينة رفح الحدودية، عندما انهمرت عليها أعتى الغارات الإسرائيلية، التي تستهدف المدنيين العزل، على وقع تمدد غبار الحرب المستعرة على قطاع غزة، وما يقابله من تبدد للآمال في المسار التفاوضي، ليسقط المزيد من الضحايا.
وفي الأثناء، شق قرار جائر، طريقه ما بين غبار الحرب والمساعي السياسية، وقوامه تجميع النازحين الفلسطينيين في رفح، وبدت إسرائيل وكأنها ترتدي قفازاتها، استعداداً للآتي، الأسوأ من وجهة نظر الغزيين.
ورغم صعوبة الأوضاع واشتداد وطأة الحرب والمجازر، إلا أن غالبية سكان قطاع غزة، لا سيما النازحين من مدينة رفح، يرفضون بشكل كامل أي اتفاق تهدئة جديد لا يشمل الانسحاب الإسرائيلي من محور موراج وإعادة فتح مدينة رفح المحاصرة أمام سكانها.
وقال مواطنون ونازحون من رفح، إن ما تحاول إسرائيل رسمه، أمر خطير جداً، ويحمل تداعيات كارثية ليس فقط على سكان رفح، بل وعلى سكان قطاع غزة بوجه عام، خصوصاً وأن الجيش الإسرائيلي يصر على الاحتفاظ برفح.
وعدم الانسحاب من محور موراج الذي يفصلها عن باقي أنحاء القطاع، مع وجود تسريبات بأن إسرائيل تنوي دفع نحو 600 ألف نحو رفح، وهناك ستقيم معسكرات احتجاز كبيرة، تمهد لتهجيرهم إلى خارج قطاع غزة، والخرائط الجديدة التي جرى تسريبها تثبت ذلك.
ومما رشح لـ«البيان» من مصادر مطلعة على المفاوضات، فإن إسرائيل لا تزال تصر على عدم الانسحاب من محور موراج، وترفض التخلي عن مراكز توزيع المساعدات الأمريكية، الأمر الذي يرفضه الغزيون.
ويرى هاني أبو صفية، أحد سكان القطاع، أن لا معنى لأي اتفاق دون الانسحاب الإسرائيلي من محور موراج، وإعادة فتح رفح أمام سكانها، حتى وإن كانت المدينة كومة من ركام، فبقاء رفح مغلقة وتحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، قد يكون مقدمة لحدوث التهجير الذي يخشاه الجميع، أو أن يكون هذا مقدمة لسيطرة إسرائيلية دائمة، ربما تقود إلى إقامة مستوطنات في رفح، على حد تعبيره.
وشدد أبو صفية على ضرورة عدم القبول بأي اتفاق لا يضمن انسحاب الجيش الإسرائيلي من رفح، وبقية المناطق التي تصر إسرائيل على السيطرة عليها، حتى لو قاد ذلك إلى فشل جولة المفاوضات الحالية في الدوحة.
فاستمرار الحرب أهون ألف مرة من الوقوع في هذا الفخ القاتل، الذي يشكل عملياً استقطاع نحو 40 % من مساحة قطاع غزة، إلى جانب استقطاع مساحة مماثلة لإقامة المنطقة العازلة.
ووفق الإعلام الإسرائيلي، فإن معنى السيطرة على هذا المحور بالنسبة لإسرائيل واضح، فهو أداة فاعلة تمكنها من عزل منطقة رفح، ومنع التواصل الجغرافي بين أجزاء قطاع غزة، وتشكيل تهديد دائم لحركة «حماس» في جنوب غزة. ويرى مراقبون أن المحور أصبح بمثابة حدود عملياتية داخل قطاع غزة، ما أدى إلى خلق حصار مستمر على مدينة رفح، وعزلها.
وتعرف المنطقة بأنها فيلادلفيا الثانية على غرار المحور الواقع جنوب قطاع غزة، بين رفح في غزة ومصر، والذي يحد من تحركات «حماس»، وتهريب الأسلحة عبر سيناء، وفق ادعاء وسائل إعلام إسرائيلية.