لبنان: الوساطة الأمريكية «ترنحت».. فهل «تسقط»؟

كريترنيوز /متابعات /وفاء عواد/بيروت
وسط الهوّة التي تفصل بين الموقف الرسمي اللبناني وموقف «حزب الله» في ما يخصّ السلاح، تردّدت معلومات مفادها أن الأجواء الأولية التي تأتي من واشنطن تلمّح إلى أن رد تل أبيب على موقف لبنان الرسمي في هذا الشأن سيكون سلبياً، فهي لن تقبل بالانسحاب من التلال الخمس وتسليم الأسرى والسير بـ«خطوة مقابل خطوة»، ولن توقف الغارات والاستهدافات، بل تضع شرطاً وحيداً، وهو تسليم «حزب الله» سلاحه فقط، من ثم يتمّ البحث بالخطوات اللاحقة.
وفيما لبنان عالق بين تشدّد إسرائيل واستمرارها بتنفيذ أجندتها، وبين إصرار «حزب الله» على الضمانات، لفتت مصادر «البيان» إلى أن الأمور تزداد تعقيداً، وإلى أن الردّ الأمريكي على الملاحظات اللبنانية لن يتأخر، لكن لبنان ينتظر وصوله ليبني على الشيء مقتضاه، مع أن روحيّة الردّ باتت معروفة.
وفيما «حزب الله» ماضٍ في إظهار تحديه للوساطة الأمريكية وإبراز تفاهمه مع رئيس الجمهورية جوزف عون، ورئيس البرلمان نبيه برّي، فإن ثمّة خشية من أن واشنطن قد نفضت يدها من الوساطة، فأصبح الوضع متروكاً لإسرائيل.
كما أن ثمّة معلومات تشير إلى أن شبكة مواقف للدول الأساسية المعنية بلبنان تشكّلت، وتتجمع فيها مؤشرات تراجع الثقة الدولية بالسلطة اللبنانية ورموزها، بما لا يمكن معه تجاهل خطورة تداعيات هذا العامل.. فهل يكون لبنان على موعد وشيك مع اتساع التصعيد الإسرائيلي الذي عاد بشكل ملحوظ في منطقة الجنوب؟
وثمّة إجماع على أن لبنان يقع بين نارَي الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، والضغوط الخارجية لحصر السلاح بيد الدولة، بمقترحات وأوراق لا تزال تخضع للتحليل والتعديل، وآخرها، بحسب تأكيد مصادر لـ«البيان»، توقف عند الطرح اللبناني أمام المبعوث الرئاسي الأمريكي توم بارّاك، وما سمعه من برّي، بالعودة لاتفاق وقف إطلاق النار من دون العودة إلى المهل والمراحل.
هذا الطرح اصطدم بمعارضة دولية، وهو ما يفسّر تغريدة بارّاك على منصة «إكس» بأن «حزب الله يمثل تحدياً لا يمكن معالجته إلا داخل الحكومة».