عربية

أكوام الركام تحدٍ ثقيل يعيق تعافي غزة

كريترنيوز /متابعات /البيان /عزيزة ظاهر

وسط الأزقة الضيقة والشوارع المتهالكة في قطاع غزة المنكوب، تقف أكوام الركام شاهدة على حجم الدمار الذي خلفته الحرب الأخيرة، ومؤشراً على التحديات الجسيمة التي تعترض طريق التعافي، فآلاف الأطنان من الأنقاض المتناثرة في كل زاوية، تشكل عبئاً ثقيلاً على البلديات والسكان على حد سواء. وتواجه البلديات في مختلف محافظات القطاع أزمة حقيقية في التعامل مع هذه الكميات الضخمة من الركام، نتيجة النقص الحاد في المعدات الثقيلة اللازمة لرفعه وإزالته.

 

ويقول رئيس بلدية غزة يحيى السراج في تصريحات لـ«البيان»: إن الإمكانات المتوفرة لا توازي حجم الدمار، إذ لا تتوفر سوى جرافات قديمة، وعدد محدود من الشاحنات لا يمكنها مواكبة وتيرة العمل المطلوبة لإزالة هذا الكم الهائل من الأنقاض، مشيراً إلى أن بعض الأحياء تحتاج إلى أسابيع أو حتى شهور لإزالة الركام من شارع واحد، الأمر الذي يؤخر عودة الحياة الطبيعية وعمليات إعادة البناء.

 

ولا يقتصر التحدي على قلة المعدات، بل يمتد إلى عدم توفر أماكن مناسبة لتجميع هذه الأنقاض، إذ إن المكبات المخصصة ممتلئة أصلاً بالركام والنفايات. ويضيف السراج، أنه وفي ظل عدم وجود مساحات بديلة أو خطط واضحة للتخلص من الركام، ستضطر البلديات لتجميع الركام في أراضٍ زراعية أو مساحات خالية مؤقتاً، ما يسبب مشكلات بيئية وصحية لاحقاً، فضلاً عن أن بعض هذه الأكوام تقع قرب المناطق السكنية، ما يعرض السكان لمخاطر الحوادث وتلوث الهواء والغبار.

 

 

ويتكدس الركام في الشوارع الرئيسية والفرعية بما يعطل حركة المرور ويصعب على السكان الوصول إلى منازلهم، كما يعيق سيارات الإسعاف والإطفاء من التحرك السريع. ويؤكد السراج أن بقاء الأنقاض في مكانها يؤخر عمليات المسح وإعادة الإعمار، إذ لا يمكن للفرق الهندسية والإنشائية البدء بالعمل ما لم تزل المخلفات أولاً.

 

وفي ظل هذه الظروف، تطالب البلديات والمنظمات المحلية، المجتمع الدولي والجهات المانحة بتقديم دعم عاجل من خلال توفير معدات ثقيلة وآليات متطورة، فضلاً عن تخصيص مواقع آمنة وملائمة للتخلص من الركام وإعادة تدويره إن أمكن. ويؤكد المسؤولون، أن تسريع هذه العملية يشكل خطوة أساسية لإعادة الحياة إلى غزة، وتهيئة الأرضية اللازمة لبدء مشاريع الإعمار والبناء من جديد.

زر الذهاب إلى الأعلى