عربية

خريطة الانسحاب الإسرائيلي تصدم الغزيين

كريترنيوز/ متابعات /محمد الرنتيسي

تقف حليمة رمضان غبن مشدوهة وهي تراقب عودة النازحين إلى منازلهم في مناطق مختلفة من قطاع غزة، بينما هي وأولادها لا يستطيعون العودة إلى منزلهم في حدود منطقة الشيماء قرب بلدة بيت لاهيا، المصنفة ضمن المناطق الممنوعة، وعدم انسحاب الجيش الإسرائيلي منها.

 

«أخشى على نفسي وأطفالي أن نبقى وحيدين هنا على شاطئ البحر، الذي بدأت أمواجه تعلو مع قرب فصل الشتاء، ونحن نفتقر للحد الأدنى من الاحتياجات، فلا طعام ولا فرش ولا أغطية، وإن طال بنا المقام هنا، فستتفاقم معاناتنا» قالت غبن، موضحة أنها نزحت مع أطفالها بعد أن وضعت قذيفة إسرائيلية حداً لحياة زوجها محمد غبن في 17 يونيو الماضي، وما زالت تنتظر من يكفل أطفالها، وأكبرهم 13 عاماً.

 

وبينما كانت عيون أطفالها عمر وصامد وعدي ترصد عودة النازحين، ارتسمت ملامح خوف متعددة المسارات على وجوههم، إذ لا معيل، ولا من يؤنس وحشتهم، أو يؤسس لحياة آمنة لهم، فباتوا تحت وطأة أكثر من جردة حساب لمستقبلهم المجهول.

 

تروي غبن لـ«البيان» أن خريطة انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع صدمت الكثيرين، لما تضمنته من بقاء لفترة طويلة في بعض المناطق شمالاً وشرقاً، ما يحول دون عودة نازحين.

 

3 مراحل

 

واستناداً إلى الخريطة، التي نشرتها الإدارة الأمريكية، فإن انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع سيتم على 3 مراحل، الأولى تتضمن انسحاباً جزئياً من بعض المدن، مع بقاء قوات إسرائيلية في مناطق واسعة، بينما تمثل المرحلة الثانية انسحاباً آخر، مع استمرار سيطرة الجيش الإسرائيلي على بعض المناطق، بينما في الثالثة يتراجع وجود القوات الإسرائيلية في مختلف أرجاء القطاع، باستثناء محور صلاح الدين (فيلادلفيا) على الحدود مع مصر، وشرق غزة من خلال التمركز في أعلى قمة تطل على المدينة، والمنطقة العازلة شمال وشرق غزة بعمق نحو كيلومتر.

 

وما يزيد من مخاوف الغزيين، عدم وجود ضمانات لتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي، أو إخلال إسرائيل بالاتفاق والبقاء في قطاع غزة، على غرار ما جرى في لبنان، كما يقول النازح من بلدة بيت حانون عبدالواحد الشنباري، موضحاً أنه لن يكون بمقدوره العودة إلى منزله إلا بعد تنفيذ المرحلة الثالثة.

 

ويضيف: «يتعين علينا البقاء على هذه الحال لمرحلتين، وربما يعترضهما بعض العراقيل والمطبات، وقد لا تحدث أصلاً، وهذا سوف يبقينا على قارعة الطريق، ورهن المزاج الإسرائيلي».

 

خيبة أمل

 

ويشعر إبراهيم الهمص بخيبة أمل كبيرة منذ أن عرف باستحالة العودة إلى بيته في مخيم يبنا قرب رفح، نظراً لوقوعه على بعد 500 متر من محور صلاح الدين، موضحاً أن صدمته كانت أكبر بعد سماعه أخباراً مفادها أن الجيش الإسرائيلي ينوي البقاء في المحور، ما يعني سنوات طويلة من النزوح وحياة الخيام بالنسبة لعائلته، وفق تعبيره.

 

عائلات غبن، والشنباري، والهمص باتت في غرفة انتظار ثقيلة، وتخشى أن يكون هذا الانتظار مكلفاً، حيث تتشابك فيه صعوبة البقاء في رحلة النزوح الشاقة، لا سيما بعد أن سلكت خطة غزة طريقها، واعتمد عليها الغزيون في طي صفحة الحرب، وما تفرع عنها، والبحث عن حياة جديدة في كنف غزة جديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى