مقالات وآراء

لجنة الحوار الوطني الجنوبي وحب الوطن

كتب /  د. ندى عوبلي

ماهو الوطن ..؟! 

هل تدرك ماهو الوطن  ؟!

تعال معي نفتش عن الوطن في دهاليز الفكر ، هذا الذي لأجله قُدمت التضحيات و باسمه تحركت فيالق الجيوش وأسراب الطائرات وأساطيل من القطع البحرية وعمدت لبقائه سالماً كليات حربية من أجل تخرُّج ضباط وعقداء مؤهلين مدربين للدفاع عن الوطن هذا الذي لا ندري له ملامح أهو يشبهنا أو أحد أجدادنا ..

أهو معبد مسجد كنيسة أم ماذا هو إذا ؟!!!

*سُئل الفيلسوف جان جاك روسو ما هو الوطن؟

فأجاب :  الوطن هو المكان الذي لا يبلغ فيه مواطن من الثراء ما يجعله قادراً على شراء مواطن آخر، ولا يبلغ فيه مواطن من الفقر ما يجعله مضطراً أن يبيع نفسه أو كرامته .. الوطن هو رغيف الخبز والسقف والشعور بالانتماء، الدفء والإحساس بالكرامة..

 ليس الوطن أرضاً فقط، ولكنه الأرض والحق معاً

 فإن كانت الأرض معهم فليكن الحق معك..

الوطن هو حيث يكون المرء في خير وسلام وكرامة وعزة البقاء..

 لهذا كان السؤال ماهو الوطن ؟!

الوطن ليس كائنا حيا او معلما دينيا سياحيا أو أثريا لنقف بجانبه لنأخذ صورة تذكارية فقط ..

الوطن حيت توجد لقمة الحلال بسلام وأمان ، حيت تُحفظ فيه كرامة الإنسان . فوطن بلا لقمة عيش كريمة غربة ، والغربة وطن إن وجدت فيها لقمة العيش الهانئة بلا إذلال ..

كل مرة عند انفجار الموقف عسكرياً يفقد المرء في بلده الأمن والأمان وقوت يومه يضطر حينها للنزوح إلى أوطان أكثر هدوءاً وسلاماً وفيها تُحفظ كرامة الإنسان  فتصبح له وطنا مهما كانت ديانات تلكم الأوطان ، يترك الناس مواقع ولادتهم ومراتع صباهم حين ينعدم الأمن والأمان حينما يتهدد السلام موطنهم الأول ، فيبحثون عن وطن لهم تُحفظ فيه كرامتهم وحرية ممارسة لأفكارهم  لديانتهم ولآرائهم ..

 فلأجل حب الوطن أعلنت لجنة الحوار الوطني الجنوبي عن حوارها المفتوح مع كل أبناء الوطن” الجنوب العربي”

لتقارب وجهات النظر  ولتقديم ما يمكن من تنازلات لأجل بقاء الوطن آمناً سالماً حصنا وحضنا لكل وبكل أبنائه ..

ولحلحلة أي تباينات الفكر الطبيعية  لمختلف الآراء كون الاختلاف بالرأي صحة حول الهدف الوطني الوحيد الذي يجمع عليه كافة الشعب الجنوبي العربي  ..

الوطن قيمة لا يفقهها المرتزقة والخونة لبلادهم أبداً ، هؤلاء من يتساقطون بلا شرف عند الانتصار للوطن بأيدي الشرفاء ، فكل المتعاونين مع سلطة المحتل لبلدهم أذناب بائعي أوطانهم يكونون عبرة عظيمة لن يتناسوها وأمثالهم مادامت الحياة. 

 فيستعملهم المحتل ضد أرضهم كمناديل الحمام التي تُرمى من استخدام لمرة واحده فقط  بمقابل مادي يدفعها المحتل لبائعي الأوطان المتآمرين على اهلهم ووطنهم لمصالحهم الذاتية تلكم المصالح الدنيئة الملوّثة بالعار بخيانة الوطن التي لا تغتفر لأن الوطن شرف ومن لا شرف له لا وطن يستحق ، الوطن هو العرض الذي يجب شرعاً أن تدافع عنه وتؤسس فيه دولة الحق لتعيشَ بكرامة انت وأهلك وابناؤك من بعدك ، فخيانة الأوطان جريمة عظمى لا تُغتفر ولكل خونة نهاية أليمة تكسوهم ، و عار يلاحقهم وكل أسرهم من بعدهم إلى يوم الدين، يظل أحفادهم يتوارون عند ذكر تاريخ آبائهم المغموس بعار الخيانة للوطن 

الوطن ” أرض  وسقف  آمن ودفئ وسلام وناس شرفاء يحبون العيش بكرامة بظل الحق والعدالة الاجتماعية. 

الوطن”  يذود عنه الأحرار بشرف ويُرمى الخونة فيه بقاع الزنازين تحت أقبية الأرض لأنهم أمراض مستعصية عن الشفاء و يجب عزلهم عن الشعب الطاهر الشريف خوف انتشار العدوى كوباء مرير أو بترهم أن زاد ضررهم على صحة الجسد العام للوطن ليبقى الجسد (الوطن)  سليماً معافىً  

وطننا خير أرض يجب الدفاع عنه بكل الوسائل المتاحة لنحيا فيه بسلام كراماً منعمين بالحق والعدالة والحكمة.

زر الذهاب إلى الأعلى