عذرا عيد الاستقلال فلم نجد في قلوبنا فراغا للفرحة والاحتفال.
كتب: جهاد الحالمي
ذكرى تذهب وأخرى تأتي والوضع يخطو بخطوات نحو الانهيار، أزمات متتابعة حتى تراكمت دون أن نرى لها حلولا ومعالجات جذرية، أزمات تلو الأزمات تسببت بحياة مأساوية وصعبة في بلد لا قيمة فيه للحياة، وحتى الأعياد الوطنية لم يعد لها صدى أو لذة للفرحة والاحتفال رغم التضحيات التي قدمها الآباء والأجداد في سبيل الحرية والاستقلال ومستقبل الأجيال.
ما هي إلّا ساعات تفصلنا وتحل علينا الذكرى ال 56 لعيد الاستقلال الوطني الثلاثين من نوفمبر 1967م والوطن يمر في أزمة قاتلة لم يسبق لها مثيل، ذكرى عظيمة تحل علينا في وضع مأساوي ومؤلم لم نجد فيه معنى للاستقلال، ذكرى عظيمة تحل علينا في ظرف متخم بالفساد والغلاء الفاحش، ولا نعلم نحن في وطن صالح للحياة أو في غابة مليئة بالوحوش المفترسة، ذكرى عظيمة تحل علينا ونحن في وطن لا دولة فيه ولا قانون حتى شبح المجاعة بات يهدد آلأف الأسر.
عذرًا عيد الاستقلال أتيت وقد امتلأت قلوبنا بهموم الحياة ومتاعبها، حياة صعبة أنهكتها الأزمات ودمرها الغلاء في أرض غنية بالخيرات استحوذ الفساد على برها وبحرها، عذر عيد الاستقلال إجلالا منا لمشاعر الفقراء وأنين المستضعفين ودموع المواطن التي تذرف من قساوة الحياة وصعوبة توفير متطلباتها فلم نجد في قلوبنا فراغا للفرحة والأحتفال.
رحمة الله على الشهداء الذين ضحوا بدمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة في سبيل التحرير والاستقلال حتى حققوا الانتصار برحيل آخر جنود الاستعمار البريطاني في ال30من نوفمبر 1967