قبسات من السيرة البطولية العطرة للشهيد سمير أبو عبود قائد مقاومة كرش..

كتب: أبو خليفة الصبيحي
الاسم: الملازم ثاني سمير علي محمد عبدالله الفقيه (أبو عبود)
مواليد ١٩٨٥م قرنة كرش لحج
الحالة الاجتماعية: متزوج وأب لخمسة أولاد أربعة بنين وبنت
المستوى الدراسي: ثانوية عامة
هو أحد مؤسسي جمعية العاطلين عن العمل في كرش وقد التحق بالسلك العسكري في محافظة صعدة أثناء الحرب 2007/4/21م اللواء الأول مدفعية شارك في حرب صعدة ضد المليشيات في حربين الحرب الخامسة والسادسة
في اللواء الاول مدفعية كهلان ومن ثم نقل الى محور العند للواء 201 عام 2012 اثناء تولي محمود الصبيحي قيادة المحور.
يعد أبو عبود مؤسس حركة النسور الجارحة وأحد مؤسسي الثورة السلمية ٢٠٠٧م وأحد مؤسسي الحركة الشبابية والطلابية في مديرية كرش وأحد مؤسسي مجلس الحراك السلمي وتولى نائب رئيس مركز مجلس الحراك السلمي وادي نتيد ثم نائبا لرئيس الأمانة لمجلس الحراك الثوري في المديرية والذي شكل في مديرية حالمين ( الاجتماع العام لمديريات لحج وانتخاب الدكتور ناصر الخبجي رئيسا لمجلس الحراك الثوري آنذاك).
للشهيد البطل العديد من المشاركات في المسيرات والمليونيات مع شعب الجنوب حوالي 18 مليونية كانت إحداها المليونية الرافضة للانتخابات الرئاسية الاخيرة ومنعها وكان مشاركا وداعما في المضاهرات في المديرية والوقفات التعبيرية في الحدود ونصب البرميل وشارك في جميع المليونيات في الحبيلين والعاصمة عدن والضالع واحد الداعمين بالمال والحشد والتحريض ضد قوات الاحتلال ونظام صنعاء ونفذ عدة هجمات ضد قوات الاحتلال اليمني مع العديد من رفقاء النضال ومؤسس النقطة الحدودية وقائدها عندما تم اقتحام المليشيات صنعاء وإسقاطها.
قاد أبو عبود سرية السيطرة على نقطة جيش الاحتلال واغتنم دبابتين عليهما اثنين دشكا وعربة مدرعة واسر ٣٤ جنديا وصف ضابط وضباط في نقطة الرون وموقع جبل رون الحويمي ليأتي أمر بعدها من وزير الدفاع محمود الصبيحي بإطلاق سراحهم ومغادرة كرش فوراً وتأمين المسافرين وترتيب نسق دفاعية على الحدود وكان حينها قبل دخول مليشيا الحوثي بأيام قليلة فقط عندها قام ابو عبود بتشكيل المقاومة الجنوبية كرش البوابة الغربية واثناء اجتياح الحوثيين للجنوب قاومت المقاومة لكن المليشيات الحوثية الغازية تمكنت من دخول البوابة الغربية بسبب الفارق الكبير في العدة والعتاد وقلت الذخائر والتي استمرت المقاومة فيها حوالي 6 ست ساعات يومها ودخول المليشيات الحوثي عفاشية للجنوب بتاريخ ٢٣/٣/٢٠١٥.
وقد استطاع في يومين ترتيب وضع المقاومة بعد الهزيمة واتخذ استراتيجية وخطة جديدة وهي حرب العصابات ووضع الكمائن بتاريخ ٢٦/٣/٢٠١٥ وأطلق كلمته المشهورة “لتستمر روح المقاومة ” وقبل مشاركة قوات التحالف العربي وهو أول من تم مطاردته ورصد اثنين مليون ريال يمني لمن يدلي بمعلومات عنه ووجوده ورصد تحركاته.. اقتحمت المليشيات بيته وأسرت ابنه عبود البالغ من العمر خمس سنوات وشهرين قائلاً لهم: أولادنا وحياتنا ليست أغلا من الجنوب.
الشهيد البطل هو عم الأسير مراد الفقيه الذي دام أسره 11 شهرا وعم الشهيد مصطفى الفقيه وعم الجريح ق . س زياد الفقيه وخال الجريح يوسف منصور الذين جرحا في جبهة أبين الطرية العام الفائت وخال الشهيدين القائدين شريف منصور حربي ويعقوب منصور حربي لديه من الشهداء 17 شهيدا والجرحى 67 جريحا اصيب بست اصابات بجروح متعددة خفيفة ومتوسطة وقوية.
تم اقتراحه وتزكيته من قبل قادة ومجاميع المقاومة وقادة المواقع في الجبهة والسلطة المحلية ومشايخ وعقال حارات وشخصيات اجتماعية والمجلس الانتقالي وضباط في الجبهة قائدا للحزام الأمني للبوابة الغربية كرش.
قام الشهيد برسم خارطه تحرير الحويمي والمواقع التي استعادها وتحريرها 23 موقعا كانت تحت سيطرة المليشيات ولم يسقط أي موقع له مع العدو بعد ذلك شارك حتى تحرير حدود البوابة الغربية كرش وبسبب تعرضه للمضايقات والتنكيل هو وأفراده بسبب الانتماء وإخلاصه للجنوب وللمجلس الانتقالي الجنوبي من قبل قيادات إخوانية تابعة للشرعية لازم منزله ومن ثم تحرك الى جبهة الساحل الغربي وكلف بقيادة سرية في أحد ألوية العمالقة حينها شارك في تحرير كيلو 16 وأسندت له مهمات عدة مع رفاقه في إطار العمليات العسكرية منها تحرير مدينة كمران والسلام وما جاورها وتحرير شارع الخمسين والمطاحن وشركات إخوان ثابت ومستشفى 22 مايو.
كان الشهيد قائدا لقوات الطوارئ البوابة الغربية كرش التي تشكلت أثناء التصعيد الاخير من قبل المليشيات الحوثي ايرانية على الضالع وكرش والمسيمير ورفع جاهزيتها وقام بإرسل سرية الى الضالع جبهة الفاخر لأي طارئ ولم يجد ضامن له حسب طلب أحد القادة هناك ثم عاد وتعرض للمضايقة والتنكيل والتطفيش والحرمان ومصادرة أطقمه بسبب مشاركته وتعزيزه بسرية حين كان في إجازه رسمية في أحداث اغسطس وتعزيزه قوات الحزام الأمني بالصبيحة وعمل التزاما كتابيا بعدم مشاركته بأي وسيلة او معدات تتبع لواء العمالقة وأعيدت له أطقمه مع حرمانه من الترقية برتبة نقيب.
وفي الأحداث الاخيرة وتصعيد مليشيات الشرإخوانية الارهابية على شبوة وأبين وعدن شارك في التحشيد بكتيبة وإرسالها الى جبهة أبين حينها تعرض للفصل من قبل لواء العمالقة وقدمت لأبو عبود ثلاثة شروط كتابية مقابل التراجع عن قرار الفصل وهي تقديم استقالته من رئاسة اللجنه الأمنية للمجلس الانتقالي بمديرية كرش وعدم ممارسة أي نشاط عسكري أو أمني أو سياسي في إطار المجلس الانتقالي الجنوبي وتسليم السرية وأن يبقى فردا في لواء العمالقة أو أن يسلم السرية والعهد ويترك اللواء الأول عمالقة
وهو ما اختاره فاختار أبو عبود سمير الفقيه تسليم السرية والعهد وترك لواء العمالقة نهائيا.
وبسبب انشغاله في أمور التسليم والاستلام والمماطلة من قبل قيادات في لواء العمالقة
ليعود بعدها الى جبهة أبين بعد أن ترك من ينوبه ويتولى مهامه حتى يعود تفاجأ بقرار توقيفه دون احترام ولا تقدير للنضال متناسيا ومتجاوزا كل القيم والمبادئ والقوانين برغم داعي الوطن.
تقبل أبو عبود سمير الفقيه القرار بقلب رحب وانصاع للأوامر العسكرية دون تلكؤ أو رفض
احتراما للأوامر العسكرية والتي ينعدم تنفيذها في وقتنا الراهن عند بعض القادة وأعطى التحية عبر اتصال هاتفي مع تنفيذه للأوامر ثم تحرك ماشيا على الأقدام من مواقعه الامامية في جبهة أبين الصحراء الأثرية
وجبال الطرية دون أن يستقل أي طقم حتى وصوله الخط الأسفلتي الخط العام بكل كبرياء وعزيمة وتنفيذ للأوامر !!
إنها الجندية والأوامر والتنفيذ والوفاء والاخلاص والشجاعة والتضحية والاقدام والبسالة والرجولة والعزيمة والصبر والقوة والنزاهة والأمانة التي تمتع بها الشهيد البطل أبو عبود.
عاد أبو عبود إلى كرش وظل يمارس عمله في الدائرة الأمنية للانتقالي في المديرية ومعززا بأفراده في جبهة كرش في حال حدوث أي طارئ أو أي هجوم لمليشيا الحوثي في الجبهة حيث كان هو السباق في تعزيز الجبهة هو وأفراده في المقاومة الجنوبية جنبا إلى جنب مع إخوانه في المواقع الأمامية لجبهة كرش ثم بعد ذلك يعود الى منزله عندما تكون قد هدأت الأمور واستقرت.
اتخذ أبو عبود من الأغنام قوت عيش له ولأولاده حيث عمل على رعي الأغنام وحراثة الأرض الصغيرة الوحيده التي كان يمتلكها والعمل في الجبال (المناقيف)هو وأحد أفراده من المقاومة الجنوبية وهو عمل شاق جدا والاعتماد عليها كمصروف يقتات عليه في الفترة الأخيره كون راتبه الذي لايتعدى حدود المائة والثلاثين ألف لا يكفيه ولا يغطي احتياجات الأسرة في ظل الوضع المزري الحاصل في البلد والوضع الذي كان يعاني منه خاصة بعد أن اثقلت كاهله الديون والتي اقترض أغلبها لتاسيس المقاومة منذ بداية تأسيسها في كرش.
_استشهاده:_
القائد أبو عبود بعد هذا كله وبعد أن قدم كل هذه التضحيات الجسام قدم أبو عبود روحه فداء للدين والأرض والوطن وارتقت روحه إلى جوار ربه مساء يوم الثلاثاء صباح الأربعاء ٢/٤/٢٠٢٤ الموافق ٢٣ رمضان ١٤٤٥ه برفقة صهره الشهيد حامد سيف العزي الصبيحي أثناء قيامهم بتعزيز جبهه كرش قطاع الدبي بعملية غادرة وجبانة للعدو ففاضت روحه الطاهرة إلى بارئها.
هذا اليوم الذي يمثل أكبر خسارة لكرش وللجنوب والبلاد ككل برحيل هذا القيادي البارز الذي سطر أروع الملاحم البطولية وصال وجال في كل جبهات الجنوب ابتداء من جبهة كرش في تأسيس المقاومة الجنوبية ثم الساحل الغربي وأبين وإرسال سرية إلى الضالع جبهة الفاخر.
القائد الذي لم تثنيه أي مغريات رغم التهميش والإهمال والإقصاء والنسيان والظلم .. نعم نقولها واضحة للعلن ليعرف الجميع ما عاناه القائد أبو عبود الذي يعتبر أسطورة في التضحية والجهاد هو تاريخ خالد لا ينتهي محفوظ في وجداننا إلى الأبد وهو مثل أعلى في الوفاء للوطن.
لقد عجزت الأمهات أن تلد مثلك.. والله إن رحيلك يمثل رحيل وطن بأكمله.. ووالله ما نالوا منك إلا غدراً.
الرحمة والخلود لروحك
إنا على دربك سائرون
المقاومة الجنوبية/كرش
أبو خليفة الصبيحي