مقالات وآراء

شباب ردفان .. الفريق المثالي !

كتب : ناصر التميمي

 

يعد فريق شباب ردفان من الفرق الرياضية العريقة في ميفع التي لها حضور رياضي كبير على المستوى الداخلي والخارجي ، أسسته الشخصية المعروفة يسلم سالمين داحس مع مجموعة من شباب القرية حينها في 1988م ، رغم شحة الإمكانيات في تلك الفترة.

 

أنا مازلت أتذكر البدايات الأولى لتأسيس هذا الفريق العملاق عندما كنت في سن العاشرة حين كنت أحضر إلى ملعب الفريق لمشاهدة التمارين الرياضية التي كان يقيمها يومياً ،وفي زاوية من زوايا الملعب أجلس لمتابعة التدريبات التي يقوم بها الفريق الحديث الولادة ببدلات بيضاء مكتوب عليها بالطلاء الأحمر فريق شباب ردفان ،وهذا دليل على أن الفريق كان لا توجد معه إمكانيات كبيرة ،ولكن البدايات دائما تكون هكذا ،وفعلا نجح أبو سليمان في وضع اللبنات الأولى للفريق وسار به غمار المنافسة ،وحقق الفريق كثيرا من الانتصارات على مستوى المنطقة وخارجها.

 

لقد استطاع فريق شباب ردفان أو كما يسميه أهالي المنطقة اليوم( بصقور الجبل) ونعم اللقب في فترة وجيزة من أن يحجز له مكانا متقدما في عالم الكرة ، وذاعت شهرته على مستوى المديرية والمحافظة ، وفي أواخر التسعينيات وتحديدا في عام 1998م شارك الفريق الذي كان يرأسه الأستاذ سعيد سالم بامطروح بقيادة المدرب الرياضي المتميز محمد عبدالله الجابري بقوة في دوري أقامه نادي النصر الرياضي في بروم شاركت فيه كثير من الفرق الرياضية في المديرية ،وقبل المشاركة في البطولة كان الفريق قد تلقى تدريبات مكثفة من المدرب الجابري وأصبح الفريق جاهزا لخوض الدوري ،وفعلا في هذه الفترة أصبح الفريق الأقوى والأفضل ليس على مستوى ميفع فحسب ، بل على مستوى المديرية من حيث اللعب والأخلاق الرياضية التي كان يتحلى بها اللاعبون، وفعلا تمكن الفريق من انتزاع البطولة في هذا الدوري ، ولم يسبقه أحد في انتزاع لقب المديرية إلى يومنا هذا ، وأصبح سيد الرياضة وأسطورة اللعب وعملاق الإنجازات الرياضية وكان فيه عمالقة من اللاعبين مثل عبدالله عوض بافودج الملقب العبادي واحمد بافودج ،وفوزي باوعاء وغيرهم الكثير لا يتسع الجمال لذكرهم.

 

صحيح مر الفريق بحالة من الركود لا سيما في الفترة الأخيرة بسبب انعزال كثير من رموز الفريق عن ممارسة الرياضة بسبب كبر السن أو لإنشغالات أخرى ،وهذا كان له تأثير على الفريق ، لكن في الفترة الأخيرة استعاد الفريق دوره والروح من جديد وظهر بحلة جديدة ورموز رياضية جديدة ،وكان له حضور قوي ومشرف في الدوري التنشيطي الذي أقامته لجنة الفرق الشعبية المنضوية تحت نادي شباب ميفع الرياضي ، وخاض منافسة قوية مع الفرق المشاركة في الدوري حتى وصل إلى المباراة النهائية مسك الختام مع فريق الأهلي الرياضي لسوء حظي لم أتمكن من حضور هذا الدوري منذ بداياته الأولى نظرا لانشغالي ، ولكني حظيت بحضور المباراة الفاصلة بين فريقي الشباب والأهلي بعد أن قدمت لي اللجنة المشرفة على الدوري دعوة لحضور المباراة.

 

طبعاً أنا من المعجبين والمشجعين لفريق الشباب كونه فريق قريتي مسقط رأسي ، ولبيت الدعوة وحضرت المباراة وكانت مباراة قوية وحاسمة بين الفريقين ومن خلال متابعتي للمباراة التي حضرتها جماهير غفيرة جاءت من مناطق مختلفة ، أحسست أن فريق شباب ردفان يمتلك قدرات شبابية ممتازة لديهم خبرة كبيرة في الرياضة من خلال لمسات الكرة والحماس وفنون اللعب التي يتقنها أعضاء الفريق ، وفعلا شعرت أن الفريق قد عاد من جديد إلى المستوى الذي يليق به وبأهالي القرية ، ويعود الفضل في ذلك لله أولاً ثم لرئيس الفريق صالح أحمد بارميل ومدرب الفريق سعيد عوض بامطروح وكل إدارة الفريق والداعمين له من الشخصيات الاجتماعية وغيرهم.

 

فريق شباب ردفان الفريق المثالي والوحيد على مستوى منطقة ميفع الذي يمتلك إمكانيات وقدرات شبابية وخبرات ولديه ملعب رياضي من أهم الملاعب في المنطقة ،ليس هذا فحسب بل هو الفريق الوحيد الذي يمارس النشاطات والتمارين اليومية وهذا ليس مدحا فيهم وهي الحقيقة التي يجب أن تقال ،نصيحتي لإدارة الفريق أن يحافظوا عليه بهذا المستوى وعلى اللاعبين الذين نفتخر بهم ونتمنى لهم مستقبلا أفضل بإذن الله.

زر الذهاب إلى الأعلى