ذكرى الأول من مايو.. حينما قذف بعمال الجنوب إلى رصيف النسيان.

كتب: لطفي الداحمة
نحتفي في الأول من مايو من كل عام بيوم العمال العالمي وهو مناسبة لتكريم جهود الأيادي التي تبني وتنتج وتصنع الحياة أولئك الذين يشكلون الأساس الحقيقي لأي نهضة اقتصادية أو حضارية..
ورغم ما تعرض له العمال عبر التاريخ من ظروف قاسية واستغلال جسدي وفكري إلا أن نضالهم في سبيل الحقوق لم يتوقف منذ انطلاقة منظمة (فرسان العمل) في أمريكا عام 1869م، بدأت شرارة المطالبة بتحسين ظروف العمل والأجور وتقليص ساعات العمل حتى أصبح الأول من مايو رمزا عالميا للعدالة العمالية..
وفي الجنوب كان لنا تاريخ مشرف لعمال أفنوا أعمارهم في المصانع والمؤسسات الوطنية، وأسهموا بجهودهم في بناء اقتصاد متماسك وإنتاج محلي نفتخر به من مصانع الزيوت، والنسيج، والمطاحن، والألبان، إلى شركات الملاحة وأحواض السفن والنقل البري..
لكن بعد حرب 1994م وما تبعها من سياسة الخصخصة والإقصاء تعرض عمال الجنوب لأبشع صور التهميش، تم إغلاق المصانع، وصودرت الأراضي، وصدرت تعليمات (خليك في البيت) لتبدأ رحلة مؤلمة من التراجع والبطالة..
لم تكن تلك مجرد منشآت إنما كانت رموزا لكفاءة أبناء الجنوب وإخلاصهم في العمل، واليوم وبعد مرور سنوات طويلة لا تزال ذكرى تلك المؤسسات وعمالها حاضرة في الذاكرة شاهدة على ما حدث من عبث وتدمير ممنهج..
في هذا اليوم نوجه التحية لكل عامل جنوبي قدم سنوات عمره بإخلاص، ولم ينل حتى اليوم ما يستحق من تقدير أو إنصاف، فالتاريخ لا ينسى والحق لا يسقط بالتقادم..
كل عام وعمال الجنوب بخير، أنتم وقود الأمل وبناة المستقبل.
الأربعاء 30 أبريل 2025م