لماذا نحنُ مع الانتقالي ..؟
عبدالسلام قاسم الجحافي
إعلامي جنوبي
سؤال يتكرر الى مسمعي كثيراً من الزملاء والاصدقاء…وهو ذاته يعبر عن وجهات نظر مختلفه من واحد الى اخر يشير الى السبب من وقوفنا وانظمامنا الى الكيان المسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي؟.
البعض يحدد قناعاته وفقاً لمنصبه الذي هو فيه والبعض إن خرج عن ذلك المنصب أو المسمى سيخرج عن المجلس وعن قناعته التي ارتضاها ذات مره..بينما هناك نماذج للبعض ايضاً من يحدد قناعاته وفقاً لعلاقاته بالمنطويين في ذلك المجلس وقد تتغير تلك القناعات بمجرد اختلافه مع احداً منهم.
والحقيقه أن المجلس الانتقالي هو كيان جامع ومفتوح وبالتالي فلاشك ان تحدث هناك سلوكيات غير سويه لدى البعض ولكنها غير معبره عن رؤية المجلس حتى لو كانت من اشخاص في اعلى هرم المجلس الاعلى.
لكن في يقيني ان عملية الانظمام للإنتقالي لم تأتي إلا وفقاً لقناعات وطنية بعيده عن مصلحة (الذات) واكبر من أن نفكر أن انظمامنا يأتي من أجل زيد أو عمر أو أن قناعتنا ستتغير بمجرد ظهور سلوكيات غير نظاليه في اطاره.
السلوكيات الغير نظاليه كما اسلفت كثيره والممارسات متوقعه أن تحدث في كل اطار أو مكون أو جماعه وهي حاله صحيه في نظري.
السباق ايضاً في اعتلاء المواقع والاستيلاء على الميكات وحب الظهور والبحث عن أم المشاكل
(الفتات) من المال ومحاولة اللعب فيه والاستحواذ عليه ،اضافة الى اقصاء الأخريين واشعارهم بعدم الحاجة اليهم أو الى خدماتهم وخبراتهم ،فكل تلك المسائل بديهيه أن يمارسها (المنتفعين) في كل من هو ساكن في الفضاء العربي واليمن والجنوب العربي على وجه التحديد.
قناعتنا تتبلور في الجمع والاصطفاف لا التفرقه والشتات وتحقيق الهدف الوطني اجدى واسمى من الاهداف الذاتية التي سوف تتحقق تبعاً بعد أن يتحقق الهدف الوطني السام والمتمثل في التحرير الكامل والاستقلال الناجز لدولتنا.
خطواتنا تسير بهدوء وترتيب البيت الجديد والدخول اليه يتطلب الاعداد الأولي له من غرف متعدده وادوات وأثاث وأواني وكماليات وووالخ وهكذا هو الجنوب العربي القادم يبدأ بخطوات انشاء مؤسسات الدولة المختلفه وما اجتماعات الجمعية الوطنية مؤخراً إلا دليلاً قاطعاً بأن الجنوب يسير الى الامام وأن اعداد مسودة التشريع الدستوري لدولة الجنوب العربي في الطاوله وسيشمل كل التوقعات والأحداث التي تترتب عليها عملية مابعد الاستقلال.
المشهد في الجنوب في خير ،طالما وشعبنا قد حسم امره وبلور قناعاته الموحده منذ اربعه وعشرون عاما وتحديداً منذ حرب 94 .
الوحدة مع اليمن الشقيق ماتت ودُفنت بممارسات (المتنفذين) والمتفيدين والناهبين والاقصائيين خلال ثمانية وعشرين عاماً من وحدة النهب والفيد بقيادة رئيسهم السابق صالح وجنرالهم محسن ومشائخهم عبدالله وحميد و الزنداني وغيرهم من القوى السياسية والشعبية المؤازرة لهم لنهب الجنوب وضياع هويته.
الجنوب بخير وخطوات بناء دولته تسير بخطى ثابته ومدروسه رغم بطائتها والتي تراعي فيها المعطيات الدولية والاقليمية والمحلية.
نحن في خير والى خير والعمل النضالي يحتاج لمزيداً من الصبر والتأني وقراءة الواقع قراءه تحليليه بعيداً عن الشطحات والاهواء والنزق السياسي الذي اودى ذات مرحله سياسيه سابقه أن نفقد بسببه هويتنا وتاريخنا الوطني قبل أن نسلمه في طبق لدولة الوحدة مع اليمن الشقيق عام1990م.