أبناء الجنوب يحبسون أنفاسهم في ظلام دامس

كتب/ سالم حسين الربيزي
تزداد الأوجاع يومًا بعد يوم دون رحمة أو شفقة على الشعب الجنوبي المظلوم، الذي يرزح تحت وطأة الأعداء المتربصين بأرض الجنوب. ولا ندري إلى متى ستزول هذه الأحزان والبؤس الذي يخيم علينا منذ عشر سنوات عجاف، والشعب الجنوبي يعاني من التعذيب والحرمان. ولا شك أن تساؤلات الشارع الجنوبي جميعها لا تستثني التشاؤم الذي تحول إلى يقين محدق بفشل الإصلاحات الاقتصادية التي أصبحت شعارًا مسموعًا يصدر من بوابة مغلقة بعد نفاد كل المبررات الواهية التي تعتمد عليها الحكومة المتعاقبة طوال عقد من الزمن.
والشعب الجنوبي يحبس أنفاسه في ظلام دامس، وقد يكون الرمق الأخير لضبط النفس. وهذا ليس بغريب، فقد بدأت مؤشراته تلوح بانتشار واسع بعد قناعة مؤكدة بأن الموت أهون من الحكم عليه بأن يكون رهينة التجويع والحرمان لإخضاعه، تحت مسميات تعسفية أفشلتها ما تسمى بالشرعية، لا ناقة لنا فيها ولا جمل.
فماذا سيكون موقف الرئاسي والحكومة أمام من يتحدى الموت تحديًا مع من يحب الحياة ولا يبالي بتعذيب الشعب الجنوبي، الذي يحق له أن يختار مصيره بطريقته الخاصة والدفاع عنها بكل السبل والوسائل المتاحة، بعد وصول مطالبه المشروعة إلى عنان السماء ولم يستجاب لها، حتى مع وجود الاحتلال.
فهو ملزم بتوفير مقومات الحياة اليومية من استقرار المعيشة والخدمات العامة التي أصبح الشعب الجنوبي يطالب بها أشباح الموت التي لا تحرك ساكنًا.
لقد انتهى الضمير الحي عند الجهة المسؤولة التي توظف قساوة ضميرها بالتخلي عن الذمة التي تحملها على عاتقها، لتعذيب الشعب الجنوبي الذي يصارع شبح الموت باحثًا عن ما يسد رمق جوعه، متسائلًا عن المسببات التي لا تخضع للمعالجة كأنها أصبحت معجزة القرن الثاني والعشرين، التي لا يخفى عليها إظهار الحياة الرغيدة أمام الشعوب الأخرى.