مقالات وآراء

حين تصير الإرادة الجنوبية وطنًا

كتب / نوال أحمد

في زمنٍ تتكالب فيه الأزمات، وتضيق فيه السبل، كأن الجنوب العربي يعيش فصولًا من التحدي لا تُروى إلا بمداد الصبر. لم تكن الأيام سهلة، ولم تكن الرياح مواتية، لكن شيئًا ما في روح هذا الشعب كان يرفض الانكسار.

في كل صباح، كان المواطن الجنوبي يفتح عينيه على واقعٍ مثقلٍ بالغلاء، بانطفاء الكهرباء، وبأصوات الأنين التي تتسلل من خلف الجدران. ومع ذلك، لم يكن اليأس خيارًا. كانت هناك عزيمة تتشكل في الصمت، وإرادة تنمو في الظل، تنتظر لحظة الانطلاق.

وفي قلب هذا المشهد، ظهر رجلٌ يحمل ملامح الصمود، أنه الرئيس عيدروس الزُبيدي. لم يكن مجرد قائد، بل كان صوتًا للناس، ووجهًا للأمل. يقود المجلس الانتقالي الجنوبي بخطى ثابتة، متحديًا العواصف، حاملاً حلم الجنوب في عينيه.

ومع اشتداد الأزمة، بدأت القيادة الجنوبية تتحرك. لجان رقابة نزلت إلى الأسواق، إجراءات لدعم العملة أُطلقت، ومشاريع لترميم الخدمات انطلقت من رحم المعاناة. الكهرباء عادت تدريجيًا، والمياه بدأت تتدفق، ومعها عادت الحياة إلى البيوت التي كادت أن تنطفئ.

ثم بدأ الأمل يلوح في الأفق. تحسن سعر العملة، وارتفعت مؤشرات الثقة، وبدأ الناس يتحدثون عن الغد وكأنه صار قريبًا. لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، فالعدو لا يزال يتربص، والمخاطر لم تنتهِ. لكن الجنوب، بقيادته وشعبه، قرر أن يستمر، أن ينهض، أن يبني.

واليوم، يقف أبناء الجنوب على أعتاب مستقبلٍ أكثر إشراقًا ينظرون إلى الغد بعينٍ ملؤها الثقة، ويؤمنون أن الأحلام التي سكنتهم طويلًا ستتحقق، وأن أرواحهم ستظل مرفرفة بأجنحة الحرية والكرامة، مهما اشتدت العواصف.

زر الذهاب إلى الأعلى