إلى كل الجنوبيين بكل مشاربهم وتوجهاتهم:

كتب: محمد هواش أحمد العطوي
يمر وطننا الجنوبي اليوم بمرحلة دقيقة تحيط به مخاطر متعددة تتكالب من كل الاتجاهات. في ظل ظروف معقدة واستحقاقات وطنية جسيمة، لم يعد من خيار أمامنا سوى تجاوز الجراح الشخصية ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. فحب الوطن ليس مجرد شعار، بل سلوك يومي يتجسد في تعاملنا، وفي حرصنا على تماسك الصف الداخلي ورفع درجة اليقظة والحس الأمني والوعي المجتمعي لمواجهة التحديات الراهنة.
المشهد السياسي والأمني يحمل رسائل خطرة؛ فهناك من يعمل على إجهاض المشروع الوطني الجنوبي من الداخل عبر تحالفات وإعادة ترتيب أوراق تستهدف نزع استقلاليتنا وإضعاف موقفنا. وتحركات الأحزاب والتحالفات التي تتقاطع مع مصالح قوى شمالية وإقليمية تُعيد إنتاج خطوط التآمر على قضيتنا، بينما تستغل أزمات الخدمات وارتفاع الأسعار وانقطاع المرتبات لزعزعة السلم الاجتماعي وزرع الإحباط في نفوس المواطنين.
الأعراض الأكثر وضوحاً لهذه المخاطر هي استهداف القيادات الجنوبية والعمليات الإرهابية التي طالت قواتنا ومواطنينا في عدن ولحج وأبين والمحافظات الأخرى. كما ظهرت تحركات جماعات مسلحة ومدعومة إقليميًا في بعض المناطق، وحشودات على الحدود، ومخططات اغتيالات ودعم للفوضى تحت غطاء ما يسمى بالمقاومة الوطنية أو التحركات العسكرية المتفرقة. كل ذلك يهدد مكتسباتنا الأمنية والعسكرية والدبلوماسية التي تحققت بتضحيات شعبنا.
في مواجهة هذه التحديات لا بد أن نعيد ترتيب أولوياتنا: أولاً، توحيد الصف الجنوبي ورص الصفوف وتجاوز الخلافات الجزئية. ثانياً، تعزيز العمل المؤسسي والالتفاف حول مخرجات القيادة السياسية الممثّلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي وقيادته الشرعية، بما يضمن قدرة مؤسسية على حماية المشروع الوطني واستعادة الدولة الجنوبية العادلة. ثالثاً، العمل على رفع مستوى الوعي المجتمعي وتحمل المسؤولية الوطنية من الجميع مؤسسات وأحزابًا وقبائل ونخبًا ،لأن الانقسام الداخلي هو باب التصدّع الذي ينتظره الخصوم.
كما يجب أن نتعامل بحزم مع ظاهرة التجنيد والتحشيد والإيواء غير المنضبط للنزوح والعناصر المسلحة داخل المحافظات الجنوبية، وأن نطالب بحلول عاجلة لأزمات الخدمات والمرتبات، لأن الحرمان الاقتصادي هو وقود للصراع والفرقة. إن حماية الجنوب اليوم تتطلب موقفًا موحّدًا قادراً على مواجهة المخططات الخارجية والداخلية على حد سواء.
ختامًا: لا شيء يضمن مستقبل الجنوب إلا قوة الداخل وتلاحم أبناءه حول مشروع وطنٍ يعيد لهم كرامتهم ودولتهم. النصر لا يُهزم بالفرقة، والنصر خيار متاح عندما نجسد معنى المسؤولية ونبذل الغالي والنفيس لحماية وطننا ومستقبل أطفالنا. فلنقف جميعًا دون استثناء صفًا واحدًا من أجل الجنوب، ولتكن قيادتنا السياسية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة القائد اللواء/ عيدروس قاسم الزبيدي القائد الاعلئ للقوات المسلحة الجنوببة والامن ،محط ثقتنا وتحالفنا في هذه المعركة الوطنية.
النصر للجنوب
الخلود للشهداء
والشفاء للجُرحى