مقالات وآراء

«التقييم والحوار والتوظيف» .. مقال لـ صالح علي الدويل

لم تكن تجربة الاشتراكي تشغل بال الإعلام الموجه سواء الجزيرة أو الحدث أو العربية ..الخ من قنوات الإعلام الموجه الا بمقدار ما يخدم اجندات الدول والمشاريع التي توجهها وما كانت تجربة الجنوب ايام حكم الاشتراكي موضوعا يستحق النبش والعرض وفجاة تذكرت العربية تلك التجربة في هذه المرحلة،
أن تذكّر تلك المرحلة ليس خطيئة من الفاعلين فيها سلبا وايجابا لكنه تقييم وليس توظيف ، ومن تصدى لذلك يجب أن لا يقوده موجه الحوار إلى زوايا يحتاجها الإعلام الموجه اكثر منه فاعلا في تلك التجربة فتتحول حرائق تشتعل هو وغيره في غنى عنها على الاقل في هذه المرحلة فهو لايؤرخ لصراعات ومكايدات فنانات، بل صراعات مازالت تتفاعل ويستغلها اعداؤه تقطيعا في النسيج الجنوبي،
لن ادافع عن تلك المرحلة ولا عن رموزها الاحياء منهم ولا الاموات فما ينبغي على الجميع ان يتعاملوا معها على قاعدة “دعوها فانها نتنة” فالعلاقة معها صاغها الجنوبيون بالتصالح والتسامح الذي عفا عن جرائمها واخطائها وظل الأحياء منهم طيلة الفترة وهم يرددونه بمناسبة وبلا مناسبة!!.
رغم ان للتجربة كدولة وليس كحزب ايجابيات كثيرة لن يطمسها الا جاحد لكن كل تلك الايجابيات سلموها للتتار المعاصرين ولم يبق منها الا ذكريات كنا دولة

الشعوب تتعلم وتعي الدروس ولا يوجد شعب “مفرمت” على تجربة واحدة ونخبها التي كانت فاعلة في التجربة مهما كانت قساوتها تتحلى بالشجاعة عند تقييمها ، فالوحدة اعظم جرائم الاشتراكي!! ويكفي انه خلال عقد ونصف دارت حربين احدهما مازالت تستعر تتضاءل امامهما تجربة يناير 86م بكل مآسيها ولذا وجب تقييمها وتقييم بقية جرائم التجربة التي قبلها تقييما نتعلم منه ونعيه ويساعد في لمّ الصف وليس توظيفه لمصلحة خاصة لهذا أو ذاك أو لخدمة أجندات اعداء أو أصدقاء أو من يريدون الجنوب مجرد ساحة خلفية فالتقييم من الفاعل شجاعة ومسؤولية وليس هروب وانكسار وجبانة والصاق أخطاء وجرائم التجربة بمناطق وابنائها والتبرؤ منها بأسلوب يثبت كم كانت هزالة من كان الجنوبيون يعتقدونهم قيادات تاريخية.

كل إنسان يرث من اهله أموالاً وعقارات أو حتى يرث منهم “خلو ذات اليد” لكن لا يوجد في الفقة السياسي وغير السياسي أن نورّث الجرائم الوطنية والسياسية للتجربة مهما كانت اخطاءها أو جرائمها لمناطق وأبناء قيادات كان لها دور في تلك التجربة ونبرئ قيادات فاعلة مازالت حية،

قرات بيانات لثلاثة رؤساء مكونات جنوبية يرفضون الحوار مع الانتقالي ويتهمونه بالمناطقية !!هؤلاء رؤساء مكونات جنوبية وليسوا أشخاص كلهم من دائرة مناطقية لايتجاوز قطرها 50كلم ، ولم يتحاوروا في ما بينهم ليسعهم مكون واحد أو يصلوا لصيغة باليات حوار بينهم!! ويزايدون بعدم مناطقيتهم وإن الانتقالي مناطقي وبعدم ارتهانهم للخارج وانهم يتكئون على أرث وطني تراكمي يمنعهم من الحوار معه،
تحاوروا في ما بينكم لتثبتوا تهمتكم للانتقالي وذلك الأرث الوطني الذي تتكئون عليه!!!! وتناولت صفحات التواصل أيضاً أسماء مكونات وأشخاص لم يتحاوروا طيلة هذا الوقت في ما بينهم ويرفضون الحوار مع الانتقالي، لأنه إقصائي وهذا مانسميه الرفض لأجل الرفض أو الرفض العدمي

يكفي توظيف فج وتنظيرات فخصوم الانتقالي لو كانوا صادقين في أي حوار لتحاوروا بينهم بمعزل عنه ولحققوا نقلة في ما بينهم تثبت إن الانتقالي إقصائي ولكان مقبولاً رفضهم للحوار معه لكنهم رموا الانتقالي بصفات هم يجسدونها أكثر منه
إن صراع تجربة الاشتراكي ليس على الجنوب، بل على أين موقعي في قيادة الجنوب!!!! ومن يرفض الحوار الان ليس له قضية بل مازال يراوده ذاك الحلم ولذلك يرفضه مهما أعطى من أسباب ومبررات.

صالح علي الدويل
كاتب جنوبي بارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى