كنز بحري مذهل.. 2.6 مليون بيضة ذهبية تحت الماء

كريترنيوز / وائل زكير
اكتشف العلماء كنزاً بحرياً مذهلاً في أعماق المحيط قبالة الساحل الغربي لكندا، حيث تضم الحضانة الضخمة حوالي 2.6 مليون بيضة ذهبية تتلألأ تحت الماء. هذا الاكتشاف غير المسبوق يقدم رؤية جديدة عن الحياة البحرية في البيئات العميقة، ويكشف كيف يمكن للحرارة البركانية في قاع البحر أن توفر ظروفاً مثالية لنمو الأجنة البحرية في عالم نادر وغامض.
وأعلن علماء كنديون عن العثور على حضانة ضخمة تحتوي على حوالي 2.6 مليون بيضة ذهبية لسمكة الورنك الأبيض في المحيط الهادئ، بالقرب من بركان قديم لم يُستكشف من قبل تحت الماء.
ويُعد هذا الاكتشاف، الذي نُشر في صحيفة”usatoday” ، دليلاً جديدًا على أن أعماق البحار لا تزال تحمل أسراراً مذهلة حول الحياة البحرية وتكيف الكائنات في البيئات القاسية، بعيدًا عن أعين الإنسان.
وقالت شيريس دو بريز، الباحثة الرئيسية في وزارة مصايد الأسماك والمحيطات الكندية، إن الغطسات التي أجريت كانت الأولى من نوعها على هذا البركان، وإن الفريق تفاجأ بأن البركان لا يزال نشطاً حرارياً، رغم كونه يعتبر قديمًا.
وأوضحت دو بريز أن الحرارة البركانية خلقت واحة دافئة وسط مياه شديدة البرودة والضغط العالي، مما وفّر بيئة فريدة تساعد على نمو البيض البحري في أعماق المحيط.
البيض المكتشف ينتمي إلى سمكة الورنك الأبيض، وهي نوع غامض من أعماق البحار يرتبط بأسماك القرش، ويعيش عادة على عمق نحو ميلين تحت سطح المحيط. تُعرف أكياس البيض، التي تُسمى أحيانًا “أكياس حورية البحر”، بأنها تستغرق حوالي عشر سنوات لتفقس، مما يجعلها من أطول فترات الحضانة لأي سمكة على الأرض. وقد ساعدت الحرارة المنبعثة من البركان على تسريع نمو هذه الأجنة، في حين أن البيئة المحيطة كانت باردة جدًا، وفقا لصحيفة “usatoday”
وما زاد أهمية هذا الاكتشاف هو تسجيل أول فيديو على الإطلاق يظهر أنثى سمكة الورنك الأبيض وهي تضع بيضها مباشرة على قاع البحر.
وباستخدام ذراع آلية، تمكنت الغواصة من رفع إحدى كبسولات البيض، التي بدت كالجواهر الذهبية تحت أضواء الكاميرا، ما أثار إعجاب العلماء حول العالم ونشر على نطاق واسع.
وأشارت دو بريز إلى أن السوائل الغنية بالمعادن المنبعثة من فوهات البركان تحافظ على دفء المياه المحيطة أكثر من المتوقع، ما يهيئ بيئة طبيعية مثالية لتكاثر ونمو البيض. وأضافت: “في أعماق البحار، تكون الحرارة عاملًا مساعدًا لنمو الحيوانات الكبيرة والقوية، وهذا الاكتشاف يوضح مدى التكيف المذهل للكائنات البحرية مع بيئاتها القاسية”.
يشير هذا الاكتشاف إلى أن أكثر من 90% من المساحة الصالحة للحياة على كوكبنا تقع في أعماق البحار، وهي مناطق لم تُستكشف بعد بشكل كافٍ. ومع كل اكتشاف جديد، يُعاد تشكيل فهم العلماء للنظم البيئية البحرية ولأماكن ازدهار الحياة في أكثر زوايا الأرض بعدًا وغموضًا. وبالنسبة للباحثين، فإن هذه الحضانة البركانية المكتشفة حديثًا هي تذكير حي بأن المحيطات ما زالت تخفي أسرارًا يمكن أن تغير معرفتنا بكوكبنا إلى الأبد.