منوعات

لو أنفق 100 ألف دولار في الساعة.. كم سنة يحتاج إيلون ماسك للتخلص من ثروته؟

كريترنيوز /متابعات/ البيان /رضا أبوالعينين

إيلون ماسك، الرجل الذي لا يكفّ عن تصدُّر عناوين الأخبار، ليس فقط بإنجازاته التكنولوجية، بل أيضا بثروته التي تثير الدهشة، فبحسب مجلة فوربس، بلغت ثروته مؤخرا نحو 482 مليار دولار، ما يجعله أحد أغنى البشر في التاريخ الحديث، ولكن، هل يمكن لإنسان أن ينفق هذا المبلغ الخرافي في حياته؟ لنكتشف ذلك بالأرقام.

 

لو قرر ماسك أن يبدأ إنفاق أمواله بمعدل 100 ألف دولار في الساعة، أي ما يعادل 2.4 مليون دولار يوميا، فسيحتاج إلى حوالي 4.82 ملايين ساعة لينفق كل ثروته، أي ما يعادل 200833 يوما، أي ما يقارب 550 سنة كاملة من الإنفاق المتواصل بلا توقف!

 

بمعنى آخر، لو بدأ ماسك الإنفاق بهذا المعدل منذ بداية القرن الخامس عشر الميلادي، لما انتهت ثروته إلا في أيامنا هذه، هذا الرقم يكشف بوضوح مدى ضخامة الثروة التي يمتلكها الملياردير الأمريكي، ومدى اتساع الفجوة بين المليارديرات وبقية سكان العالم.

 

ومع أن فكرة إنفاق 100 ألف دولار في الساعة قد تبدو مستحيلة لعامة الناس، إلا أنها لا تمثل سوى نقطة في بحر بالنسبة لإيلون ماسك، فثروته لا تبقى ثابتة، بل تتغير باستمرار بفعل صعود أسهم “تسلا” و”سبيس إكس” وغيرها من مشاريعه الضخمة في مجالات الفضاء والطاقة والذكاء الاصطناعي.

 

لكن خلف هذه الأرقام المثيرة، تبرز تساؤلات اقتصادية وأخلاقية: هل يُعد امتلاك مثل هذه الثروات أمرا طبيعيا في عالم يعاني فيه الملايين من الفقر؟ أم أن وجود أشخاص مثل ماسك ضروري لدفع عجلة الابتكار البشري إلى الأمام؟

 

يؤكد المدافعون عن ماسك أن ثروته ليست مجرد أموال مكدسة، بل هي رأس مال عامل يسهم في تطوير التكنولوجيا وخلق فرص عمل ضخمة، فقد استطاع أن يحوّل السيارات الكهربائية من فكرة هامشية إلى واقع يهيمن على سوق النقل العالمي، كما جعل استكشاف الفضاء هدفا تجاريا واقعيا بعد أن كان حلما علميا.

 

ومع ذلك، يبقى المشهد مثيرا للتأمل، حتى لو عاش ماسك أكثر من عشرة أعمار متتالية، وأنفق كل ساعة 100 ألف دولار دون توقف، فلن يتمكن من استهلاك ثروته بالكامل.

 

وفي النهاية، قد تكون هذه الأرقام رسالة رمزية أكثر منها حسابية، فالثروة الحقيقية لا تُقاس بما يُنفَق، بل بما يُحقَّق من أثر في حياة الآخرين، وربما هذا ما يسعى إليه إيلون ماسك، أن يترك بصمة على الكوكب، وربما على كواكب أخرى أيضا.

 

ويبدو أن أهداف ماسك لا تتوقف فقد كشف مؤخراً عن خطة طموحة لتحويل ملايين سيارات تسلا إلى شبكة ضخمة للذكاء الاصطناعي، الفكرة تقوم على ربط السيارات ببعضها لتشكيل «حاسوباً خارقاً متحركاً»، بحيث تساهم كل سيارة بقدرتها الحاسوبية في معالجة البيانات وتحسين أداء الذكاء الاصطناعي.

 

وشرح ماسك أن السيارات «تشعر بالملل» عند عدم استخدامها، مشيرا إلى أن توظيفها بهذه الطريقة سيستفيد من طاقة الحوسبة المهدرة، وإذا تم ربط نحو 100 مليون سيارة، يمكن أن تصل الشبكة إلى قدرة 100 غيغاواط موزعة، وهو رقم هائل مقارنة بأي مركز بيانات تقليدي، إلا أن المشروع يواجه تحديات كبيرة، منها قلة عدد السيارات الحالية مقارنة بالعدد المطلوب، واستهلاك البطاريات، وتآكل الأجهزة، بالإضافة إلى الحاجة لتعويض مالكي السيارات.

 

تعكس الفكرة رؤية ماسك المستقبلية التي تتصور السيارات أكثر من مجرد وسيلة نقل، بل أدوات تساهم في تشغيل شبكات الذكاء الاصطناعي حول العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى