في صباحِ يومٍ جميل.

نثر : أسماء الصليحي
في صباح يومٍ جميل،
وأنا أخطو دربي الطويل،
لأنهل العلم وأدحر الليل الدخيل،
إذ بي التقي بشابٍ أسمرِ اللون فارع الطول ممشوق البدن،
وقعت عيناي على بنطال مشطط ووجه كئيب يعلوه الحزن.
رفع يداً عليها أساور وخاتم ووشم لعين.
حسبت تشطط البنطلون فقراً لكنه غباء مشين،
خيط السماعة يتدلى من أذنه كالقيد العتيق،
عيناه حمراوتان كأن فيهما الويل والنار واستغاثات الغريق،
كان يمسك كتاباً واليد الأخرى فيها سيجارة، تساءلت هل للنور والظلام من اتفاقه ؟
مضى الشاب التائه في عالم يظن أنه أحسن استباقه،
أكملت طريقي مشدوهاً وفي رأسي ألف علامة استفهام ، ومليون آهةٍ ، وأحزان قيودها سحيقة،
حتى أتت لي ضربة أخرى كأنها الحرب بل هي الحرب في أبهى صورة حديثة !
رأيت أخيتي كاسية نعم كاسية لكنها تتقدم لتتكشف بخطوات مهترئة سفيقة.
عليها نقاب لكن النقاب يتساءل ما عملي ولم أصبحتُ جالبا للنظر أكثر من كوني دافعا لها !
نظرتُ لقدمها التى كشفت جزء منها كعذراء تسترق النظر وكلها حياء وعليها خلخالها !
فكرتُ قليلا هل الجمال يخبئ أم في الطرقات يترنح والجواهر ينثر في الأرجاء رمادها ؟
لا فرق كبير بين الشاب المنكوب والفتاة المضللة بدعوى المساواة وحرية الرأي والموضة والجمال!
يختبئ خلف كليهما أفكار محطمة والكثير من الوهم والخيال.
كيان يتلاشى واتباع الغرب أصبح الهدف بلا جدال!.
أنحن من اشتاق لنا سيد الأخلاق محمود الخصال ؟
كلا وألف كلا.
نحتاج ضبط البواصل ، ترميم القلوب ، تنظيف العقول ، وتوجيه الأرواح إلى حيث النعيم ، فو الله لا راحة في معصية الخالق واسألوا أصحاب الذنوب !.