آداب وفنون

مبادرة مجتمعية لإحياء الاقتصاد الإبداعي في سوريا

كريترنيوز /ثقافة /دمشق – هيسم جودية

مع حجم الدمار الكبير الذي تعرض له الاقتصاد الإبداعي في سوريا، التي شارفت معظم مفرداته على الاندثار، تبرز مبادرة مجتمعية يتيمة للحد من تداعيات الحرب، من خلال العمل على إحياء عدد من المهن التراثية المنضوية في قطاع الاقتصاد الإبداعي، تميزت بها المدينة منذ قرون، لتبرز أهميتها الحضارية في العالم، منها البروكار وصناعة الصابون والشمع، بالإضافة إلى تعليم ترميم البيت الدمشقي العريق.

 

مهن تراثية

 

تقول السيدة فكتوريا عوض رئيسة جمعية الصخرة لـ«البيان»، إن المهن التراثية أكثر المهن التي تأثرت في الحرب، حيث تعرضت الورش التي كانت في الأرياف وخارج المدن للتدمير، لافتة إلى أنه من تلك المهن التراثية، مهنة صناعة البروكار، الذي يعتبر صناعة سورية دمشقية فاخرة بامتياز.

 

وأردفت: «مع بدء الأزمة، تأثرت صناعة البروكار بشكل كبير، وكادت أن تندثر، قمنا بإحياء صناعة البروكار، حيث قمنا بترميم نول دمشقي تقليدي، وهو النول الوحيد في سوريا القادر على الإنتاج بنفس التصميم، ونفس طريقة العمل التقليدية، وهذا جيد وصعب في ذات الوقت، وكلفنا شابا يدعى محمد الشماع للاستفادة من خبرته الكبيرة، والتي تبلغ نحو 30 عاماً في صناعة البروكار على النول، بهدف إحياء هذه الصناعة من جهة، ولتعليمها لعدد من الشبان من جهة أخرى».

 

وقالت: «هدفنا من العمل على النول اليدوي، هو المحافظة على المهنة، ونطمح لتسجيل هذه المهنة في لائحة التراث اللامادي، حيث كان النول أحد أعصاب الاقتصاد الدمشقي». وأشارت إلى أن المادة الأولية المستخدمة في صناعة البروكار، هي ذاتها سابقاً، وهي الحرير من منطقة دير ماما في ريف حماه، والتي تعتبر الأولى عالمياً في إنتاج الحرير، إذ إن أفضل دودة قز تنمو هناك.

 

وأُرفق إنتاج البروكار بإنشاء ورشة خياطة، والتي أصبحت تعليمية وإنتاجية في نفس الوقت، حيث تقول عوض إننا ننتج حالياً 38 منتجاً مختلفاً.

 

صناعة

 

وتقول الآنسة حياة، إن صناعة الصابون هي صناعة سورية تقليدية، كانت تعتمد على مادة الغار السوري». وأضافت «سابقاً كانت صناعة الصابون تتم عن طريقة السحب الحامي، ما يؤدي إلى فقدان خواص الأعشاب، فطورنا من هذه الصناعة، وحافظنا عليها، وأدخلنا عطوراً جديدة».

 

ترميم

 

لم يقتصر إحياء المهن المتأثرة على البروكار وصناعة الصابون، بل تعداها ذلك إلى كيفية ترميم البيوت الدمشقية الأصيلة.

 

ويقول المهندس راجي قبوات: «بداية عملنا في الترميم، كانت في المنزل الذي نقيم فيه، وهو أثري، وعندما استأجرنا هذا المنزل، كان هناك تعديات عمرانية عليه».

 

وتابع: «بالترميم، أعدنا هذا المنزل إلى الحالة التي كان عليها في عام 1930».

 

وتقول رئيسة الجمعية: «مشاريعنا القادمة ستتواصل في عملية إحياء المهن التراثية الدمشقية العريقة». وتضيف نادين الصايغ عضو في الجمعية: «كل ما نحصده من أرباح يصب في خانة تطوير المشاريع والتعليم».

زر الذهاب إلى الأعلى