حكايات قبل النوم.. قصص من التراث العالمي

قصة الراعي الكذاب:
يُروى أنه في أحد الأزمنة كان راعٍ يسكن في قرية يتصف سكانها بالكرم والصدق والأمانة وحب مساعدة الآخرين، ولكن الراعي لم يتصف بهذه الأخلاق الكريمة، بل كان مخادعًا ويحب افتعال المشاكل من أجل التسلية، وفي أحد الأيام في الصباح الباكر وهو جالس في المرعى ويشعر بالضجر، جاءته فكرة، فقام يصيح بأعلى صوته أنجدوني الذئب يأكل أغنامي، وظل يكرر حتى استيقظ كل من في القرية وجاء ليساعده، ولما وصلوا للمرعى، وجود الراعي جالس بين أغنامه، ويضحك ويقول لهم لقد خدعتكم. استنكر أهل القرية فعله، وأخبروه أن خداع الناس وإفزاعهم ليس مضحكاً ولا مسلياً، لم يلقِ الراعي بالًا لكلام أهل القرية، وكرر فعلته في اليومين التاليين، حتى ضجر الناس من فعله وقرروا أن لا يستجيب له مرة أخرى، وفي اليوم الرابع وبينما كان الراعي جالساً في المرعى، وإذا بذئب قد انقض على أغنامه وبدأ بذبحها واحدة تلو الأخرى، فصاح الراعي يطلب النجدة من أهل القرية، ولكن دون جدوى فقد خدعهم ثلاث مرات، ولن يصدقوه اليوم عندما جاء الذئب.
قصة الصياد والسمكة الصغيرة:
في أحد الأيام جلس صيادٌ منذ الصباح على ضفاف النهر المجاور لقريته، ينتظر أن تعلق سمكة كبيرة بصنارته كي يعود بها إلى زوجته وأولاده ليتناولوها، فهم لا يملكون في البيت ما يسدون به جوعهم، ولكن انقضت الساعات ولم يصطد الصياد أي سمكة، وآخر النهار علقت سمكة بصنارته، ففرح وبدأ بسحبها، وما أن خرج من الماء، وإذا هي سمكة صغيرة تكاد لا تكفي له وحده، ولكنه شكر الله ورضي بنصيبه. تفاجئ الصياد بالسمكة الصغيرة، وهي تخاطبه وتطلب منه أن يرجعها إلى النهر، وقالت له أنها صغير لا تكفيه، وأنه قد يصطاد سمكة أكبر منها، وما كان منه إلا أن جاوبها أن الله -سبحانه وتعالى- ساقها له رزقًا، وأنه راضٍ بهذا الرزق مهما كان قليلًا فهذا من تقدير الله عز وجل وحكمته.
قصة المزارع المخادع:
يُحكى أن مزارعاً مخادعاً قام ببيع بئر الماء الموجود في أرضه لجاره مقابل مبلغ كبير من المال، وعندما جاء المزارع الذي اشترى البئر ليستخدم الماء الموجود فيه في اليوم التالي قال له الرجل المخادع: اذهب من هنا أيها الرجل فأنا قد بعتك البئر، لكنني لم أبعك الماء الموجود فيه، دُهش الرجل مما سمع وتوجه إلى القاضي ليشتكي المزارع المخادع له بعد محاولات عديدة لإقناعه بأن البئر والماء الذي فيه من حقه، سمع القاضي القصة، وأمر الرجل المخادع بالحضور، ثمّ طلب منه أن يعطي الرجل بئره، إلّا أنّه رفض، فقال له القاضي: حسناً، إن كانت الماء لك والبئر لجارك فهيّا قم، وأخرج ماءك من بئره إذن، جُنّ جنون الرجل المخادع، وعرف أنّ الخديعة لا تضرُّ إلّا بصاحبها.