آداب وفنون

إلى الغائب الحاضر ..!

نثر : حسين الأصهب

 

ثم إني أفتقدك في كل مرة لا أجد فيها سوى أصداء حديثك الماتع والطافح بالحياة

 

في كل مرة لا أجد فيها سوى أجزاء طيفك الذي يطل عليّ من كل الجهات ليخبرني أن لا حظ لي منك إلا النجوى

 

تلك الوسيلة التي لا أستطيع الوصول إليك بغيرها عند كل حنين.

 

أفتقدك في كل مرة لا أستطيع الاتكاء على جدران حضورك الماثل أمامي بالحقيقة .

 

لا أكتمك أن كلماتك لم تعد تسعفك في رسمك بوضوح كما كانت تفعل من قبل!

 

ربما لأنني أحب لغة المشاعر أن تكون أنيقة في التعبير فهي أنفع ماتكون في قراءة ملامحك التي أعلل بها رحلتي في غيابك .

 

هذا أنا إن كنت تجهل واقعي أيها الغائب الحاضر

 

هذا أنا الفارغ منك والمليء بك ! !

 

الفارغ من الملموس والمليء بالمعنى!!

 

أنا في غيابك قصيدة روحية لا أحد غيرك يمكنه الإمساك بها

كما تفعل الأيدي بالمحسوسات من الأشياء.

 

ياللسامري اللعين حين قبض قبضة من أثر حظنا العاثر وألقى به على جسد غيابنا ليخور بكل هذا العناء

 

ويلي مما أنا فيه ومما أنت ملاقيه من التأنيب على هذه الغفلة.

 

أيها الغافل عن هذه الفوضى العارمة.

 

ألم يأن للحنين أن يجفّ؟! فقد جفت الروح من مرارة الشعور

واستفحلت شظايا الحرمان في مفاصل الرجاء

فكيف السبيل؟!

لقد طال عزفي تقاسيما على كمنجمة الفقدان ، وأنا أكابد اصطكاك أسنان القهر في قاعة الاحتضار البطيء.

 

إنني بك فلا تخيب ظني في درء هذا العذاب

 

أنت عندي بمثابة قميص يوسف الذي لا أعلم متى سيلقي بك الحظ على وجه لقائنا لأرتد بصيرا بك.

 

فقد طال شوقي إليك

وإني لأشكو بثي وحزني إلى الله في كل حين.

زر الذهاب إلى الأعلى