السابع عشر من تمّوز..!

خاطرة : نهاد صبري
الليّلة قرّرتُ زيارة أحد البِحار في حُقبة زمنية أكثر هُدوءاً وسلاماً
مِن الجنون الذي يشهدهُ العالم!
فكان اختياري فيلم “رسائل البحر”
بدأتُ سفري مع صوت يحيى وهو يُطالع البحر :
يومها حينْ شاهدتُ البحر، شعرتُ به يناديني!
تذّكرت لقائي الأول ببحر هذهِ المدينة وتذكرت أيضاً خوفكِ منه
حينها كُنت وحيداً مثل يحيى لاأملكُ كثيراً مِن الأشياء لأحزنُ عليها ولا كثير مِن الدهشة لأُعبّر عنها!
ثُم تذكرتُ زيارتي الأولى لبحر عدن وحديثي عنهُ لكِ، عندما اختلف لون السماء، ورائحة الأمواج، وإيقاع النوارس
صحيح أنّنا لم نصعد على متنِ مركب شراعي صغير
ولم نقفز مثلما فعل يحيى ونورة،
وأنّنا لم نكُن مُتمرّدين ومختلفين مثلهما،
لكننا رُبّما مارسنا مايكفي من الجنون
ليبقى خالداً في الذاكرة.
كان وقع موسيقى النافذة التي واظب يحيى على
الاستماع إليها من الشارع المُجاور دافئاً على أُذني.
اسكندرية وموسيقى ومطر!
وجميلة تُشاركهُ الطريق، ثُمَّ الليلة، ثُمَّ الحياة
صُدفة عابرة تُغيّر مسار وحدته
وتُغير معنى الحياة بالنسبة إليه
وفي النهاية تُخبره بأن الرسالة التي عجز عنْ ترجمتها
هي رسالة مِن البحر إليه
وينتهي بذلك المشهد الأخير وهما مُنتصف البحر
على متن زورق.
هل تعتقدين أنه من المُمكن أن يبعث إليّ البحر
برسالة مُماثلة يوماً؟!
وأنْ أُعيد اكتشاف نفسي أمامه مثلما فعل يحيى؟
سأكتفي بهذا القدر، كوني بخير.