آداب وفنون

النملة نونو والمكنسة العجيبة

قصة وتأليف: عيشة صالح محمد

في غابة الزهور الجميلة تعيش النملة نونو، وهي نملة صغيرة ومميزة تحب النظافة. نونو مختلفة عن بقية النمل؛ فهي لا تجمع الطعام فقط، بل تحرص دائما على تنظيف المكان حولها، سواء كان ذلك في بيتها أو في الغابة.

أثناء تجوالها في الغابة، سمعت نونو صوتاً حزيناً يأتي من شجيرة صغيرة “هييء هييء”، اقتربت بحذر لتجد مكنسة صغيرة مكسورة، مرمية بين الأوراق اليابسة. سألتها نونو: “ما بك يا مكنسة؟”
قالت المكنسة بصوت ضعيف: “مَن، نونو؟.. أنا حزينة يا نونو، لم يعد أحد يهتم بي أو يستخدمني بعد أن كُسرت، كانوا ينظفون بي البيوت والغابة، أما الآن يتركون القمامة هنا وهناك”.

حزنت نونو على حال المكنسة، وقالت لها: “لا تحزني، أعدك أنني سأعيدك إلى العمل! لكن يجب أن نتعاون معا لننشر حب النظافة بين الجميع”.

أخذت نونو المكنسة إلى بيتها الصغير، وأصلحتها باستخدام خيوط من الحرير جمعتها من بيت العنكبوت (بعد أن استأذنت منه طبعًا!). وعندما أصبحت المكنسة جاهزة، انطلقت نونو بها إلى الغابة.

بدأت نونو تجمع النفايات بالمكنسة لتنظيف المكان، وكلما مرّت بجانب الحيوانات كانت تقول لهم: “النظافة هي مفتاح السعادة والصحة! تعالوا لننظف الغابة معا”.
في البداية ترددت الحيوانات، ومع مرور الوقت شاهدوا الغابة تزداد جمالاً ونضارة، تحمسوا وقرروا الانضمام إلى نونو. الغراب رمّو جلب أكياساً صغيرة لجمع الأوراق والعلب الفارغة، والأرنب بيبو أحضر دلو ماء لغسل الحجارة الملوّثة، وحتى القنفذ شوَّاك استخدم أشواكه لجمع العلب البلاستيكية.

مع مرور الأيام، أصبحت الغابة أنظف وأجمل، وأصبح الجميع يحبون العمل مع نونو والمكنسة العجيبة، وأقامت الحيوانات احتفالاً كبيراً ليشكروا نونو، وقفت المكنسة وقالت: “لقد كنت حزينة لأنني كنت مكسورة، لكن نونو أعادت لي أهميتي، وأثبتت لي أن التعاون والنظافة يمكن أن يصنعا المعجزات”.

صفق الجميع بحرارة، وقرروا أن يجعلوا يوماً في الأسبوع مخصصاً للنظافة يُسمى “يوم النظافة الكبير”. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت الغابة مكاناً رائعاً ومثالاً يُحتذى به في النظافة والجمال، والجميع يذكرون اسم النملة نونو والمكنسة العجيبة أبطالاً غيّروا الغابة إلى الأفضل.

زر الذهاب إلى الأعلى