التغلب على رهبة التحدث مع الآخرين
قصة: عبدالله محمد العمودي
كان العم سالم يشعر بالقلق من تصرفات ابنه الأخيرة. لم يعد يتحدث معه كالسابق، وكلما حاول معرفة السبب، تهرب الابن من الإجابة. ذات يوم، قال له العم سالم:
لماذا لم تعد تتحدث معي كما كنت تفعل؟
أجابه الابن:
الأمور تغيرت كثيرا ولو أخبرتك بالسبب، ربما لن تصدقني. كل شخص لابد أن يتغير يا أبي.
تفهم العم سالم كلامه وهز برأسه موافا، لكنه ظل يشعر أن هناك ما يقلق ابنه أكثر مما يقول. تابع الابن حديثه:
ليس الأمر معك فقط، بل مع الجميع. لم أعد أتحدث بسهولة كما كنت، ولا أعرف السبب. ربما أشعر بالرهبة الاجتماعية، أو أخشى ردود الفعل عندما أتحدث مع الآخرين
أدرك العم سالم أن ابنه يواجه مشكلة حقيقية، فقرر مساعدته. قضى أسابيع يحاول فيها تشجيعه على التحدث بحرية والتخلص من مخاوفه، لكنه لم يلحظ تقدمًا كبيرا
أحيانا كان حديث الابن متزنا، وأحيانا أخرى يتلعثم ويتخبط في كلماته. كان هذا التذبذب غريبا بالنسبة للعم سالم
ذات مساء، سأله العم سالم بهدوء:
هل تريد التخلص من هذه الرهبة سريعا أم أنك بحاجة إلى وقت أطول؟ الأهم أن تتحلى بالهدوء أولا، ثم تجد الدافع
أجابه الابن بحزم:
أريد التخلص منها بسرعة يا أبي، لم أعد أحتمل
تنهد العم سالم وقال:
أنا أشعر بما تشعر به، وأحيانا لا أستطيع النوم من شدة قلقي عليك. هل هذه أول مرة تواجه فيها هذه المشكلة؟
نعم، يا أبي، لم يحدث لي هذا من قبل
بإصرار وتوجيهات مستمرة من والده، تمكن الابن أخيرا من التغلب على رهبة التحدث مع الآخرين.
كان اهتمام العم سالم ودعمه الدائم السبب الأكبر في استعادة ابنه ثقته بنفسه من جديد