( القرصانة ميريام ) الجزاء الثاني

قصة قصيرة / روعة جمال
بعد مرور أيام، عاود وسام زيارة ميريام، وقد اصطحب معه ابنته نجاة، قائلاً إن نجاة هي من أرادت أن تراك واشتاقت لك وتريد أن تلعب مع حيوانات.
كانت نجاة سعيدة جدًا وتلعب وتلهو وتجري مرة في حضن أبيها ومرة في حضن ميريام.
وبينما كانا يضحكان، سكت وسام فجأة ونظر إليها وقال: “كم أنت جميلة”.
خجلت ميريام وشعرت بنبضات سريعة، ثم أخذت يد نجاة وذهبت بعيدة.
كانت تهمس في أذن نجاة قائلة: “إن أباك مجنون، أليس كذلك؟”
ابتسمت الطفلة وقالت: “أحيانًا”.
وأخذتا تضحكان، وهو ينظر إليهما قائلاً: “هل بدأتما بالاتفاق مع بعضكما عليه؟”
تضحك ميريام قائلة: “نعم، سنتفق عليك حتمًا لأن نجاة تحبني أكثر منك”.
وسام قال: “من الطبيعي أن تحبك نجاة، فقد أخذت قبلها قلب أبيها”.
جاء محمود وهو غاضب وقد أشهر سلاحه وطلب من وسام الرحيل وعدم العودة مرة أخرى، وقد هدده بأنه سيقتله إذا لم يترك ميريام.
كانت ميريام تهدئ الأوضاع وقد طلبت من وسام الرحيل قائلة: “لأجل نجاة، ارحل أن فتاة خائفة”.
ثم رحل وسام متوعدًا بالعودة.
بعد رحيل وسام، أخذت ميريام المسدس من محمود قائلة له: “إذا حصل لوسام أي مكروه، سأقتل نفسي”.
محمود: “ألهذا الحد تحبينه يا ميريام؟”
ميريام: “قلت لك إن حصل لوسام مكروه سأقتل نفسي، وإني لأفعلها حقًا”.
ثم تطلب منه أن يوعدها : “اوعدني أنك لا تؤذيه”.
وسام: “لن أوذيه، ولكن لن أسمح له أن يأخذك مني”.
كان وسام يتردد كثيرًا على ميريام لأنه يشتاق لها، وبنفس الوقت ميريام أرادت كثيرًا أن تقنعه بعدم المجيء إليها.
أخبرته أن محمود توعد بقتله وأنها خائفة منه.
وسام: “لا تخافي، لن أموت قبل أجلي، ولن أتركك يا ميريام تتزوجين غيري. ثم طلب منها أن تتزوجه قائلا:
دعينا نتزوج ونرحل بعيدًا عن كل الناس ونعيش حياة سعيدة”.
لقد وصل محمود هذا الخبر وجن جنونه وأتى إلى ميريام وهددها بأنه سيقتل وسام وأخذ يصارخ ويهدد.
ميريام كانت ساكتة وهادئة وعند رحيله قالت له: “إن قتلته سأقتل نفسي بعده”فكانت خائفة ودموع تملاؤ عيناها وطلبت منه أن يدعمهما قائلا : “دعه وشأنه يا محمود ، لماذا تقف ضد سعادتي؟”
محمود: “أنت ملكي ولن يتزوجك أحد غيري”.
وبعد التهديد وإصرار ميريام على قتل نفسها في حال قتله، كان محمود يفكر بطريقة أخرى للتخلص من وسام بحيث لا يفقد ميريام.
فكانت نجاة ابنة وسام هي خطة للتخلص من وسام.
أرسل ثلاثة من اصدقائه قطاع الطرق وقاما بخطف الطفلة، ثم هدد أباها بأن يترك المدينة ويرحل وألا يفكر في الزواج من ميريام.
كانت تلك شروط محمود لإعادة الطفلة.
وهنا كانت ميريام في حالة ذهول مما يفعله محمود.
وكان وسام فاقد التصرف، لم يبد أي رد فعل لأن هناك خيارين وعليه أن يختار.
لا مكان للمماطلة والتفكير.
نجاة أم ميريام؟
كانت تنظر إليه ميريام وهي خجلة مما يحصل.
فلم تترك له الخيار، فبادرت هي وذهبت إلى محمود وطلبت منه تسليم الطفلة وهي ستوافق على جميع شروطه.
محمود: “لن أسلمك الفتاة حتى نتفق علئ جميع شروط وبحضور وسام
ميريام: “سنتفق يا محمود، لا عليك، دعني أطمئن على الفتاة”.
عندما اطمأنت ميريام على نجاة، اتجهت إلى وسام فأخبرته أن محمود يريد أن يجتمع بنا جميعًا لكي يعيد نجاة وسيزول كل شيء.
فكانت تخفف عنه وأخبرته أنها رأت نجاة وهي بخير. وهكذا تم الاتفاق، ولقد وافق وسام مجبرًا على ذلك .
فكانت ميريام واقفة معه، وعند رحيله ودعته قائلة له: “إنها أقدار الله، فلا اعتراض عليها، وإن كان لنا أن نلتقي يومًا ما سنلتقي، فلا تخزن يا وسام، أنت هنا في قلبي”.
لقد رحل وسام وهو حزين، وقلبه كاد أن ينفطر، فلم يكن أمامه خيار آخر.
بعد مرور ثلاث سنوات، اشتدت الحرب ، ودخل الأعداء المدينة وعاثوا فيها فسادًا وقتلوا من قتلوا وأسروا من أسروا.
فكانت ميريام تنادي بإعلان الحرب ونفير وطلبت من قطاع طرق أن ينضمو معها لأجل طرد المحتلين فكانت ميريام احدئ المطلوبين للأعداء وكانو يطلقون عليها أسم القرصانة ( مون ) فلم تستسلم لهم برغم عروض الأعداء لها .. وطلب منها أن يجلسون معها لأجل تحاور فكانت ترفض هذا فترسل لهم رسائلة
قائلة: تخرجون من ارضي تسلمون فلا حوار وانتم علئ ارضي محتلون
وعندما التف حولها جميع أهل مدينة شكلت للمحتلين خطورة فكانت هيا أحد معضلات أمامهم لهذا جعلو لمن يدلي بمعلومات عنها جائز مالية كبيرة وبعد تجسس وبحث عنها توصلوا لمكان وجودها واطلقوا حملتهم وتم أسرها هيا وبعض من كان معها في معركة كانت الاقوئ فقتل من قتل وأسر من أسر ..
وعندما علم وسام بهذا ذهب للبحث عنها .. فهل سيجدها ؟؟