آداب وفنون

الود في الخصام

خاطرة / سيمون صادق منصور

دعني أقول شيئًا دون مقدمة، شيء يحز في نفسي هناك على يسار صدري، يلفت له انتباهي بخاطر مضموم، أحاول تقليد أموري الشخصية كي لا يبان علي، ولعلّك تفيق من زلاتك المعتادة وتثير انتباهي.

لكني سأخبرك، أنا لا يبكيني الفراق وإن كان عليّ هين، ولا تهزمني الذكرى وإن كانت غريزة الروح. لا يقتلني كوني تتجاهل محادثتي لبعض الساعات، كوني آتيك كثرة وتأتيني قلة.

فلا الغيرة تأخذني إلى عمر السبعين، ولا التملك يجعلني طفلة في حقول الياسمين. حب الطفولة أم صدفة الكبر؟ لا شيء يؤذي الروح ويسرها. إن كنت ترى صورتي العميقة وتقرأ كلماتي المحذوفة في كل نص أكتبه، إن كنت ترى جدالي الكتوم عند النقاش، إن كنت لا تنسى الود في الخصام، سأميل لك تارة خيطًا رفيعًا. وإن أردت الخيط الذي يليه، عليك أن تقطع شك الكلام بيقين الفعل وتدرك الطبع. عليك أن تستثني وتلتمس العذر، عليك أن تفهم ما يقصده فكري وتلاحظ ما يجعل بريق عيناي تلمع.
عليك أن تستيقظ من غفوة الإهمال، وتلاحظ فرار فكري إن أردت تارة أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى