بحجم بريطانيا العظمى.. “نهر يوم القيامة” يهدد بابتلاع المدن الكبرى

كريترنيوز/ متابعات /السيد محمود المتولي
“يعتبر نهر “يوم القيامة” الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية واحداً من أكبر الأنهار الجليدية في العالم وأكثرها عدم استقراراً وقد يؤدي انهياره إلى إغراق المدن الكبرى في جميع أنحاء العالم بما في ذلك لندن ونيويورك.
وحذر العلماء من أن انهيار النهر الضخم والذي تقارب مساحته مساحة بريطانيا العظمى قد يؤدي إلى ارتفاع كارثي في مستويات سطح البحر، مما يعرض المدن في جميع أنحاء العالم لخطر الفيضانات الكاملة.
نهر يوم القيامة الجليدي
يقع ” نهر يوم القيامة ” في غرب القارة القطبية الجنوبية، ويسمى بنهر ثويتس الجليدي، وهو أحد أكبر الأنهار الجليدية وأكثرها اضطراباً في العالم، يبلغ عرضه حوالي 75 ميلًا، ويغطي مساحة تقارب 74,000 ميل مربع، مما يجعله مشابهاً في الحجم لمساحة المملكة المتحدة أو ولاية فلوريدا الأمريكية، وقد أطلق عليه خبراء المناخ لقب “نهر يوم القيامة الجليدي” نظراً للمخاطر الجسيمة التي يشكلها على الحضارة البشرية في حال انهياره.
سيكون تأثير انهيار “نهر يوم القيامة” كافياً لرفع مستوى سطح البحر العالمي بنحو 65 سم، وهو ما يكفي لإغراق مساحات شاسعة من مدن عالمية كبرى مثل لندن ونيويورك وبانكوك، وجعل العديد من البلدان المنخفضة غير صالحة للسكن تماماً، وإذا انهارت الأنهار الجليدية المجاورة، فقد يتجاوز إجمالي ارتفاع مستوى سطح البحر 10 أقدام على مر القرون، مما سيؤدي إلى محو العديد من أكثر المراكز الحضرية اكتظاظاً بالسكان في العالم تماماً.
تتزايد المخاوف بشأن تأثير التيارات المحيطية الدافئة التي تتدفق بكثافة متزايدة تحت الجرف الجليدي العائم لنهر ثويتس الجليدي، مما يتسبب في عدم استقراره و”تراجعه” إلى منطقة أصغر وفق صحيفة “ميرور”.
دراسة حديثة
وتوصلت دراسة حديثة إلى أن هذه “البحيرات المخفية” تحت الجليد لها تأثير مزعزع للاستقرار أكبر بكثير مما كان يعتقد في السابق، حيث شهد أحد التدفقات المفاجئة في عام 2013 تدفق حجم من المياه يعادل حجم بحيرة لوخ نيس إلى البحر.
وقال البروفيسور نويل جورملين، المؤلف الرئيسي للدراسة وعضو مجموعة التعاون الدولي لنهر ثويتس الجليدي: “توقعنا أن المياه التي تتدفق من الجانب السفلي من الغطاء الجليدي تلعب دوراً في تعديل ذوبان المحيط، وقد أعطتنا ضخامة تصريف هذه البحيرة الفرصة لمراقبة تأثيرها وقياسه أخيراً.
يتساقط الجليد من نهر ثويتس الآن بمعدل يفوق ضعف المعدل المسجل في تسعينيات القرن الماضي، ويخشى العلماء من أنه قد لا يتعافى قريباً، ويُعتقد أن صيفاً دافئاً بشكل استثنائي في نصف الكرة الجنوبي في وقت سابق من هذا العام قد عجّل من تفاقم المشكلة.
ارتفاع منسوب البحر
وقال الدكتور أليستير جراهام من جامعة جنوب فلوريدا لموقع News.com.au : “إذا انهار نهر ثويتس الجليدي، فسيؤدي ذلك إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بنحو 65 سم (25 بوصة).
ويعتقد أنه خلال السنوات القليلة المقبلة قد نبدأ في رؤية أجزاء من الجرف الجليدي تتكسر، مما قد يؤدي على الأرجح إلى تسريع التدفق والتسبب في سقوط المزيد من الجليد في المحيط.
وقد يكون لهذا تأثير غير مباشر على الأنهار الجليدية المجاورة في القارة القطبية الجنوبية، مما يؤدي إلى انهيار جماعي من شأنه أن يتسبب في المزيد من ارتفاع مستويات سطح البحر على مدى العقود والقرون المقبلة.
ويقول العلماء إن سرعة انهيار هذا النهر الجليدي وغيره من الأنهار الجليدية في المنطقة تعتمد على مدى قدرة العالم على خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.