لقد آن لهذا المحارب أن يستريح

خاطرة/ بسمة أمين
غدوت مسافرًا بعيدًا بعد أن طلبت استراحة محارب لم يقف يومًا، وكأنك كنت تعلم أنها ستكون إلى الأبد. كيف سيكون عزاء أرواحنا من بعد صوتك، ومن انتظارك كي تظهر وأنت تحاول أن تستقيم ولا تسقط قبل قول ذلك الحدث الذي قد حدث؟ فوالله أكملت ما عليك كاملاً وسقطت بعد أن رضي الله لك بالشهادة.
كان لنا أن نقول وداعًا لصوتك، ولكن الخبر أبكانا وهز صلابة أجسادنا.
ولكنا مع كل دمعة، كنا نشهد أنك نعم من حارب وحمل راية صوت الحق، حتى بترت يداك وغاب صوتك وغادرت روحك، بعد أن كنت صوت الحق بذاته.
أنس، لقد ذهبت روحك وبقيت أنت وصوتك ورسائلك كمثل أسد لا يهاب الموت، مثلك مثل من غادر قبلك بتلك الغزوات، أثبت وقوفك وصلابتك وأنت كل يوم تزف رفيقاً وحبيباً، وكنت تعلم أنك ستزف يوماً مثلهم وتدع كل شيء خلفك.
ما كان موتك يا شريفاً إلا صاعقة على قلوبنا، وحين غادر صوتك ذهبت منا الحقيقة وذهب منا معنى الإنتظار كيف يكون.. ولكن آن لك أيها المحارب أن تستريح.